حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ ، نا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ ، نا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : " بَعَثَ إِلَيَّ الْحَجَّاجُ ، فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ فَقُلْتُ : مَا بَعَثَ إِلَيَّ الأَمِيرُ إِلا وَقَدْ عَرَفَ اسْمِي ، فَقَالَ : مَتَى نَزَلْتَ هَذَا الْبَلَدَ ؟ قُلْتُ : لَيَالِي نَزَلَهُ أَهْلُهُ ، قَالَ : إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ ، . قُلْتُ : عَلَى مَاذَا أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ ؟ قَالَ : إِنَّ السِّلْسِلَةَ لا تَصْلُحُ إِلا بِرِجَالٍ يَعْمَلُونَ عَلَيْهَا ، وَأَمَّا أَنَا ، فَرَجُلٌ شَيْخٌ ضَعِيفٌ أَخْرَقُ ، أَخَافُ بِطَانَةَ السُّوءِ ، فَإِنْ يُعْفِنِي الأَمِيرُ ، فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ ، وَإِنْ يُقْحِمْنِي أَقْتَحِمْ ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَتَعَارَ مِنَ اللَّيْلِ ، فَأَذْكُرُ الأَمِيرَ فَلا يَأْتِينِي النَّوْمُ حَتَّى أُصْبِحَ ، وَلَسْتُ لِلأميرَ عَلَى عَمَلٍ ، فَكَيْفَ إِذَا كُنْتُ لَهُ عَلَى عَمَلٍ ؟ ! وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ النَّاسَ هَابُوا أَمِيرًا قَطُّ هَيْبَتَهُمْ لَكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ ، فَأَطْرَقَ سَاعَةً ، فَقَالَ : أَمَّا قَوْلُكَ : مَا رَأَيْتُ النَّاسَ هَابُوا أَمِيرًا هَيْبَتَهُمْ لَكَ ، فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ رَجُلا عَلَى دَمٍ مِنِّي ، وَأَمَّا قَوْلُكَ : إِنْ يُعْفِنِي الأَمِيرُ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ ، وَإِنْ يُقْحِمْنِي أَقْتَحِمْ ، فَإِنَّا إِنْ وَجَدْنَا غَيْرَكَ أَعْفَيْنَاكَ ، وَإِنْ لَمْ نَجِدْ غَيْرَكَ أَقْحَمْنَاكَ ، ثُمَّ قَالَ : انْصَرِفْ ، قَالَ : فَمَضَيْتُ ، فَغَفَلْتُ عَنِ الْبَابِ يُمْنَةً ، فَقَالَ : سَدِّدُوا الشَّيْخَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |