حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ ، قَالَ : " قُلْتُ لِزُهَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْبَابِيِّ : أَوْصِنِي ، قَالَ : أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَاللَّهِ ، لأَنْ نَتَّقِيَ اللَّهَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَزْنِ هَذِهِ الأُسْطُوَانَةِ ذَهَبًا أُنْفِقُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا ذَكَرُوهُ بِأَلْسِنَةٍ دَنِسَةٍ ، وَحَضَرُوا بَيْنَ يَدَيْهِ بِقُلُوبٍ مُعْرِضَةٍ ، وَرَفَعُوا إِلَيْهِ أَكُفًّا خَاطِئَةً ، وَلَحِظُوُا السَّمَاءَ بِأَعْيُنٍ خَائِنَةٍ ، فَمَثَلُ هَؤلاءِ يَسْأَلُونَهُ مَقَامَاتِ الْمُتَّقِينَ ؟ ! هَيْهَاتَ ! هَيْهَاتَ ! خَابَتْ ظُنُونُ الْمُغْتَرِّينَ بِاللَّهِ ، وَالْمُؤْثِرِينَ بِالْعَرَضِ الأَدْنَى عَلَيْهِ ، وَإِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا ذَكَرُوهُ ، فَخَرَجَتْ نُفُوسُهُمْ إِعْظَامًا لَهُ وَاشْتِيَاقًا ، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ ، فَوَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ فَرَقًا وَهَيْبَةً لَهُ ، وَعِبَادًا ذَكَرُوهُ ، فَأُحْرِقُوا بِالنَّارِ ، فَلَمْ يَجِدُوا لِمَسِّ النَّارِ أَلَمًا ، وَآخَرُونَ ذَكَرُوهُ فِي الشِّتَاءِ وَبَرْدِهِ ، فَتَفَصَّدُوا عَرَقًا وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ ، فَحَالَتْ أَلْوَانُهُمْ فَهَلْ مِنْ رَجُلٍ أَنَابَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَرِيعًا ، وَأَخْفَى جَمِيلا ، وَعَامَلَ حَبِيبًا ، وَتَاجَرَ قَرِيبًا ، وَعَاشَ فِي الدُّنْيَا غَرِيبًا ، وَقَدِمَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرْدًا وَحِيدًا ؟ ! " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |