حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ ، نا الزُّبَيْرُ ، نا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : عُرِضَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَخْزُومِيَّةُ ، أُمُّ إِدْرِيسَ ، وَسُلْيَمانَ ، وَعِيسَى بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُورِ ، وَقَدْ وَافَى حَاجًّا ، فَصَاحَتْ بِهِ وَهُوَ فِي الطَّوَافِ ، وَقَالَتْ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! احْمِلْ عَنِّي كَلَّكَ ، أَوْ أَعِنِّي عَلَى حَمْلِهِ لَكَ ، مَعِي بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ ، صِبْيَةً لا مَالَ لَهُمْ ، وَأَنَا امْرَأَةٌ لَيْسَتْ بِذَاتِ مَالٍ ، فَأُنْشِدُكَ اللَّهَ أَنْ يُفَارِقَ احْتِمَالَكَ مَا يَلْزَمُكَ احْتِمَالُهُ مِنْهُمْ وَأَعِنِّي عَلَيْهِمْ ، وَلا تُحَوِّجْنِي إِلَى إِطْرَاحِهِمْ ، فَإِنِّي خَائِفَةٌ عَلَيْهِمْ إِنْ فَعَلْتُ ذَلِكَ أَنْ يَضِيعُوا ، قَالَ : يَا رَبِيعُ ! مَنْ هَذِهِ ؟ فَنَسَبَهَا لَهُ ، فَقَالَ هَكَذَا : وَاللَّهِ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ نِسَاءُ قَوْمِي ، وَأَمَرَ بِرَدِّ ضِيَاعِ أَبِيهِمْ عَلَيْهَا لَهُمْ ، وَأَمَرَ لَهَا بِأَلْفِ دِينَارٍ ، قَالَ عُثْمَانُ : كَانُوا هَؤُلاءِ هَرَبُوا حِينَ قُتِلَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِفَخٍّ فِي أَيَّامِ مُوسَى ، فَمَضَى إِدْرِيسُ إِلَى الْمَغْرِبِ ، فَبِهَا وَلَدُهُ إِلَى الْيَوْمِ .