حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْوَرَّاقُ ، نا أَبِي ، عَنْ يَحْيَى بْنِ خَلِيفَةَ الْمُجَاشِعِيِّ ، نا إِدْرِيسُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ يَعْنِي عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَنْشَدْتُ مَعْنَ بْنَ زَائِدَةَ أَرْبَعَةَ أَبْيَاتٍ ، فَأَعْطَانِي بِهَا أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ ، فَبَلَغْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ، فَقَالَ : وَيْلِي ، عَلَيَّ بِالأَعْرَابِيِّ الْجِلْفِ ، فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّمَا أَعْطَيْتَهُ عَلَى جُودِكَ ، فَسَوِّغْهُ إِيَّاهَا ، فَلَمَّا مَاتَ مَعْنٌ ، رَثَاهُ مَرْوَانُ ، فَقَالَ : أَلِمَّا عَلَى مَعْنٍ فَقُولا لِقَبْرِهِ سُقِيتَ الْغَوَادِي مَرْبَعًا ثُمَّ مَرْبَعَا فَيَا قَبْرَ مَعْنٍ كُنْتَ أَوَّلَ حُفْرَةٍ مِنَ الأَرْضِ خُطَّتْ لِلْمَكَارِمِ مَضْجَعَا وَيَا قَبْرَ مَعْنٍ كَيْفَ وَارَيْتَ جُودَهُ وَقَدْ كَانَ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْبَحْرُ مُتْرَعَا وَلَكِنْ ضَمَمْتَ الْجُودَ وَالْجُودُ مَيِّتٌ وَلَوْ كَانَ حَيًّا ضِقْتَ حَتَّى تَصَدَّعَا وَلَمَّا مَضَى مَعْنٌ مَضَى الْجُودُ وَالنَّدَى وَأَصْبَحَ عِرْنِينُ الْمَكَارمِ أَجْدَعَا وَمَا كَانَ إِلا الْجُودُ صُورَةَ خَلْقِهِ فَعَاشَ زَمَانًا ثُمَّ مَاتَ فَوَدَّعَا فَتًى عِيشَ فِي مَعْرُوفِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ كَمَا كَانَ بَعْدَ السَّيْلِ مَجْرَاهُ مَرْتَعَا تَعَزَّ أَبَا الْعَبَّاسِ عَنْهُ وَلا يَكُنْ ثَوَابُكَ مِنْ مَعْنٍ بِأَنْ يَتَضَعْضَعَا تَمَنَّى رِجَالٌ شَأْوهُ مِنْ ضَلالِهِمْ فَأَضْحَوْا عَلَى الأَذْقَانِ صَرْعَى وَظُلَّعَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |