حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ وَمُؤَرِّجٍ ، قَالَا : " قَامَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! إِنِّي مُكَلِّمُكَ بِكَلَامٍ ؛ فَاحْتَمِلْهُ إِنْ كَرِهْتَهُ ، فَإِنَّ مِنْ وَرَاءِهِ مَا تُحِبُّهُ إِنْ قَبِلْتَهُ . قَالَ : هَاتِ يَا أَعْرَابِيُّ . قَالَ : فَإِنِّي سَأُطْلِقُ لِسَانِي بِمَا خَرِسَتْ عَنْهُ الْأَلْسُنُ مِنْ عِظَتِكَ بِحَقِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحَقِّ إِمَامَتِكَ : إِنَّهُ قَدِ اكْتَنَفَكَ رِجَالٌ أَسَاءُوا الِاخْتِيَارَ لِأَنْفُسِهِمْ ؛ فَابْتَاعُوا دُنْيَاكَ بِدِينِهِمْ وَرِضَاكَ بِسَخَطِ رَبِّهِمْ ، خَافُوكَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَخَافُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيكَ ، فَهُمْ حَرْبُ الْآخِرَةِ ، سِلْمُ الدُّنْيَا ؛ فَلَا تَأْمَنْهُمْ عَلَى مَا ائْتَمَنَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ ؛ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَأْلُوا الْأَمَانَةَ إِلَّا تَضْيِيعًا ، وَالْأُمَّةَ إِلَّا عَسْفًا ، وَالْقُرَى إِلَّا خَسْفًا ، وَأَنْتَ مَسْئُولٌ عَمَّا اجْتَرَحُوا وَلَيْسُوا مَسْئُولِينَ عَمَّا اجْتَرَحْتَ ، فَلَا تُصْلِحْ دُنْيَاهُمْ بِفَسَادِ آخِرَتِكَ ؛ فَأَعْظَمُ النَّاسِ غَبْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ . فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ : أَمَّا أَنْتَ يَا أَعْرَابِيُّ ؛ فَقَدْ نَصَحْتَ ، وَأَرْجُو أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعِينُ عَلَى مَا تَقَلَّدْنَا " .
| الأسم | الشهرة | الرتبة |