الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس


تفسير

رقم الحديث : 1006

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ صَفْوَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنٌ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : كَانَ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثًا ، وَلَنْ تُتْرَكُوا سُدًى ، وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِ لِلْحُكْمِ فِيكُمْ وَالْفَصْلِ بَيْنَكُمْ ، فَخَابَ وَخَسِرَ مَنْ خَرَجَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَحُرِمَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ، أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يَأْمَنُ غَدًا إِلَّا مَنْ حَذِرَ الْيَوْمَ وَخَافَهُ ، وَبَاعَ نَافِذًا بِبَاقٍ ، وَقَلِيلًا بِكَثِيرٍ ، وَخَوْفًا بِأَمَانٍ ؟ أَلَا تَرَوْنَ أَنَّكُمْ فِي أَسْلَابِ الْهَالِكِينَ ، وَسَتَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ لِلْبَاقِينَ كَذَلِكَ حَتَّى يُرَدَّ الْأَمْرُ إِلَى خَيْرِ الْوَارِثِينَ ؟ ثُمَّ إِنَّكُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ تُشَيِّعُونَ غَادِيًا وَرَائِحًا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ حَتَّى تُغَيِّبُوهَ فِي صِدْعٍ مِنَ الْأَرْضِ فِي بَطْنِ صِدْعٍ غَيْرِ مُوَسَّدٍ وَلَا مُمَهَّدٍ ، قَدْ فَارَقَ الْأَحْبَابَ وَبَاشَرَ التُّرَابَ وَوَاجَهَ الْحِسَابَ ، فَهُوَ مُرْتَهَنٌ بِعَمَلِهِ ، غَنِيٌّ عَمَّا تَرَكَ ، فَقِيرٌ إِلَى مَا قَدَّمَ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ قَبْلَ انْقِضَاءِ مَوَاقِيتِهِ وَنُزُولِ الْمَوْتِ بِكُمْ ، أَمَّا أَنِّي أَقُولُ هَذَا . ثُمَّ رَفَعَ طَرْفَ رِدَائِهِ عَلَى وَجْهِهِ ، فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا ، وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ . وَأَنْشَدَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ : اللَّيْلُ شَيَّبَ وَالنَّهَارُ كِلَاهُمَا رَأْسِي بِكَثْرَةِ مَا تَدُورُ رَحَاهُمَا يَتَنَاهَبَانِ لُحُومَنَا وَدِمَاءَنَا وَنُفُوسَنَا قَسْرًا وَنَحْنُ نَرَاهُمَا فَأَنَا النَّذِيرُ لِذِي الشَّيْبَةِ مِنْهُمَا لَا تَأْمَنَنَّهُمَا فَإِنَّهُمَا هُمَا الشَّيْبُ فِي إِحْدَى الْمِيتَتَيْنِ تَقَدَّمَتْ إِحْدَاهُمَا وَتَأَخَّرَتْ إِحْدَاهُمَا وَكَأَنَّ مَنْ نَزَلَتْ بِهِ أُولَاهُمَا يَوْمًا وَقَدْ نَزَلَتْ بِهِ أُخْرَاهُمَا " .

الرواه :

الأسم الرتبة