حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكُوفِيُّ ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ : قَدِمَ عَلَيْنَا هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُرِيدُ الْحَجَّ ، فَنَزَلَ الْحِيرَةَ ، فَاخْتَلَفْتُ إِلَى الْحِيرَةِ فِي حَاجَةٍ ، فَكَثُرَ اخْتِلَافِي ، فَغَدَوْتُ يَوْمًا ، فَرَأَيْتُ بَهْلُولًا فِي طَرِيقِي ، فَقُلْتُ : يَا بَهْلُولُ ! إِنِّي طَالِبٌ حَاجَةً ؛ فَادْعُ اللَّهَ لِي . فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مَنْ لَا تُخْتَزَلُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ ! اقْضِ لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . قَالَ : فَوَجَدْتُ لِدُعَائِهِ بَرَدًا عَلَى قَلْبِي ، فَحَلَلْتُ خِرْقَةً كَانَتْ مَعِي فِيهَا دِرْهَمَانِ ، فَمَدَدْتُ يَدِي إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : خُذْ هَذَا فَأَنْفِقْهُ . فَقَالَ لِي : يَا ابْنَ إِدْرِيسَ ! أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي آخُذُ الرَّغِيفَ وَمَا أَشْبَهَهُ ؛ فَكَيْفَ الدِّرْهَمَيْنِ ؟ وَاللَّهِ ؛ إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ آخُذَ عَلَى الدُّعَاءِ أَجْرًا . قَالَ : فَمَا رَجَعْتُ حَتَّى قُضِيَتْ حَاجَتِي . " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |