حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، نَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ : " أَنَّهُ مَرَّ عَلَى بَابِ دَارٍ بِإِزَاءِ بَابِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ ، فَإِذَا هُوَ بِجَارِيَةٍ تَدْخُلُ الْبَابَ وَبِيَدِهَا دُفٌّ ، وَهِيَ تَقُولُ : نَحْنُ أَبَدًا فِي سُرُورٍ وَنَعِيمٍ لا يَزُولُ ، فَقَالَ لَهَا صَالِحٌ : أَنْتِ وَاللَّهِ كَذَّابَةٌ ، وَمَضَى ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ عَادَ فَنَظَرَ إِلَى الدَّارِ خَرَابًا وَلَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ ، فَوَقَفَ صَالِحٌ عَلَى بَابِ الدَّارِ يُنَادِي : يَا دَارُ ، أَيْنَ أَهْلُكِ ؟ يَا دَارُ ، أَيْنَ خُدَّامُكِ ؟ يَا دَارُ ، أَيْنَ حَشَمُكِ ؟ يَا دَارُ ، أَيْنَ الْجَارِيَةُ الْكَذَّابَةُ الَّتِي زَعَمَتْ أَنَّهَا فِي سُرُورٍ وَنَعِيمٍ لا يَزُولُ ؟ فَهَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ مِنْ دَاخِلِ الدَّارِ : يَا صَالِحُ ، هَذَا غَضَبُ مَخْلُوقٍ عَلَى مَخْلُوقٍ ، فَكَيْفَ إِذَا غَضِبَ الْخَالِقُ عَلَى الْمَخْلُوقِ ؟ قَالَ : ثُمَّ الْتَفَتَ صَالِحٌ إِلَى النَّاسِ وَبَكَى وَقَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ أَهْلَ النَّارِ يُنَادُونَ : رَبَّنَا عَذِّبْنَا كَيْفَ شِئْتَ بِمَا شِئْتَ ، وَلا تَغْضَبْ عَلَيْنَا ، فَإِنَّ غَضَبَكَ أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنَ النَّارِ إِذَا غَضِبَتْ عَلَيْنَا ، يَا رَبِّ ، ضَاقَتْ عَلَيْنَا الأَنْكَالُ وَالْقُيُودُ وَالسَّلاسِلُ وَالأغْلالُ " .