حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ : " أَنَّ حَبِيبًا أَبَا مُحَمَّدٍ جَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا عِنْدَ الْمَوْتِ ، فَجَعَلَ يَقُولُ بِالْفَارِسِيَّةِ : أُرِيدُ أَنْ أُسَافِرَ سَفَرًا مَا سَافَرْتُهُ قَطُّ ، أُرِيدُ أَنْ أَسْلُكَ طَرِيقًا مَا سَلَكْتُهُ قَطُّ ، أُرِيدُ أَنْ أَزُورَ سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمَا رَأَيْتُهُ قَطُّ ، أُرِيدُ أَنْ أُشْرِفَ عَلَى أَهْوَالٍ مَا شَاهَدْتُ مِثْلَهَا قَطُّ ، أُرِيدُ أَنْ أَدْخُلَ تَحْتَ التُّرَابِ فَأَبْقَى تَحْتَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ أُوقَفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأَخَافُ أَنْ يَقُولَ لِي : يَا حَبِيبُ ، هَاتِ تَسْبِيحَةً وَاحِدَةً سَبَّحْتَنِي فِي سِتِّينَ سَنَةً لَمْ يَظْفَرْ مِنْكَ الشَّيْطَانُ فِيهَا بِشَيْءٍ ، فَمَاذَا أَقُولُ وَلَيْسَ لِي حِيلَةٌ ؟ أَقُولُ : يَا رَبُّ ، هُوَ ذَا قَدْ أَتَيْتُكَ مَقْبُوضَ الْيَدَيْنِ إِلَى عُنُقِي ، قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ : هَذَا عَبَدَ اللَّهَ سِتِّينَ سَنَةً مُشْتَغِلًا بِهِ ، وَلَمْ يَشْتَغِلْ مِنَ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ قَطُّ ، فَأَيْشٍ يَكُونُ حَالُنَا ؟ ! ، وَاغَوْثَاهُ بِاللَّهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |