حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : قَالَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ : " مَنْ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى دَنَسٍ عَادَتْ عَلَيْهِ عُقُوبَاتُ أَدْنَاسِهِ ، وَقُبْحُ أَسْرَارِهِ ، وَلا يَجِدُ لِذِكْرِهِ فِي قَلْبِهِ نُورًا وَلا لَذَّةً ، إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا ذَكَرُوهُ بِأَلْسِنَةٍ دَنِسَةٍ ، وَحَضَرُوا بَيْنَ يَدَيْهِ بِقُلُوبٍ مُعْرِضَةٍ ، وَرَفَعُوا إِلَيْهِ أَكُفًّا خَاطِئَةً ، وَلَحَظُوا السَّمَاءَ بِأَعْيُنٍ خَائِنَةٍ ، فَمِثْلُ هَؤُلاءِ يَسْأَلُونَهُ مَقَامَاتِ الْمُطَهِّرِينَ وَمَنَازِلَ الْمُتَّقِينَ ؟ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، خَابَتْ ظُنُونُ الْمُغْتَرِّينَ بِاللَّهِ وَالْمُؤْثِرِينَ بِالْعَرَضِ الأَدْنَى عَلَيْهِ ، فَاعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا ذَكَرُوهُ ، فَخَرَجَتْ نُفُوسُهُمْ إِعْظَامًا وَاشْتِيَاقًا ، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ ، فَوَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ فَرْقًا وَهَيْبَةً لَهُ ، فَلَوْ أُحْرِقُوا بِالنَّارِ ، لَمْ يَجِدُوا لَمْسَ النَّارِ ، وَآخَرِينَ ذَكَرُوهُ فِي الشِّتَاءِ وَبَرْدِهِ ، فَارْفَضُّوا عَرَقًا مِنْ خَوْفِهِ ، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ ، فَحَالَتْ أَلْوَانُهُمْ غَيْرًا ، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ ، فَجَفَّتْ أَعْيُنُهُمْ سَهَرًا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |