1850 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ ، نَا أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، أَنَّهُ قَالَ : " قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ الْفُرُوجِ عَلَى عَمْرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ ، فَسَقَطَتْ صَحِيفَةٌ ، فَإِذَا فِيهَا : أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولًا فِدًى لَكَ مِنْ أَخِي ثِقَةٍ إِزَارِي قَلَائِصَنَا هَدَاكَ اللَّهُ إِنَّا شُغِلْنَا عَنْكُمُ زَمَنَ الْحِصَارِ فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلَاتٍ قَفَا سَلْعَ بِمُخْتَلَفِ النِّجَارِ يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ شَيْظَمِيٌّ وَبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ " سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ : " تَفْسِيرُ هَذَا الْحَدِيثُ ، قَالَ : الفُرُوجُ : الثُّغُورُ ، وَاحِدَهَا فَرْجٌ ، قَالَ لَبِيدٌ : رَابِطَ الْجَأْشِ عَلَى فَرْجِهِمُ أَعْطِفُ الْجَوْنِ بِمَرْبُوعٍ مَثِلُ وَقَوْلُهُ : رَسُولًا أَيْ : رِسَالَةٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرُ : لَقَدْ كَذَبَ الْوَاشُونَ بُحْتُ عِنْدَهُمُ بِسِرٍّ وَلَا أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسُولِ وَقَوْلُهُ : فِدًى لَكَ إِزَارِي ، أَيْ : أَهْلِي ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ سورة البقرة آية 187 . وَقَالَ الْجَعْدِيُّ ، وَذَكَرَ امْرَأَةً : إِذَا مَا الضَّجِيعُ ثَنَى جِيدَهَا تَدَاعَتْ عَلَيْهِ فَكَانَتْ عَلَيْهِ لِبَاسَهُ وَقَالَ أَيْضًا : أَرَادَ بِالْإِزَارِ نَفْسَهُ ، لِأَنَّ الْإِزَارَ يَشْتَمِلُ عَلَى جِسْمِهِ فَسُمِّيَ الْجِسْمُ إِزَارًا . وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ ، وَذَكَرَ امْرَأَةً : تَبْرَأُ مِنْ دَمِّ الْقَتِيلِ وَبَزِّهِ وَقَدْ عَلِقْتَ دَمَ الْقَتِيلِ إِزَارُهَا يَعْنِي : نَفْسَهَا ، وَالْإِزَارُ يُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ . وَقَوْلُهُ : قَلَائِصَنَا : وَهِيَ النُّوقُ الشَّوَابُ كَنَّى بِهَا عَنِ النِّسَاءِ ، وَأَرَادَ النِّسَاءَ ، فَوَرَّى عَنْهُ بِالْقُلُصِ ، وَقَوْلُهُ : قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلَاتٍ ، يَعْنِي نِسَاءً مُغَيَّبَاتٍ فِي الْمَغَازِي ، يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ شَيْظَمِيٌّ ، وَأَرَادَ أَنَّ جَعْدَةَ هَذَا يُخَالِفُ إِلَى نِسَاءِ الْمُغَيَّبَاتِ ، فَفَهِمَ عُمَرُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ مَا أَرَادَ ، وَوَجَّهَ إِلَى جَعْدَةَ ، فَأَتَى بِهِ ، فَضَرَبَهُ وَنَفَاهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |