تعبد النبي صلى الله عليه وسلم واعتزل النساء حتى صار كالشن البالي قبل موته بشهرين


تفسير

رقم الحديث : 2063

1993 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَبْدِ الْقَاهِرِ ، قَالَ : " أَوْصَى بَعْضُ الْحُكَمَاءِ ابْنَهُ ، فَقَالَ لَهُ : يَا بُنَيَّ ، إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ ، لِمَا تَهِمُّ بِهِ مِنْ فِعَلِ الْخَيْرِ ، فَإِنَّ وَقْتَهُ إِذَا زَالَ ، لَمْ يَعُدْ إِلَيْكَ ، وَاحْذَرْ طُولَ الْأَمَلِ ، فَإِنَّهُ هَلَاكُ الْأُمَمِ ، وَلَا تَدْفَعِ الْوَاجِبَ بِالْبَاطِلِ ، فَيُدَالُ مِنْكَ سَرِيعًا ، وَكُنْ فِي وَقْتِ الرِّحْلَةِ إِلَى الْآخِرَةِ ، تَغْتَبِطُ بِالْعَاقبة ، وَتَنَكَّبِ الْعَجَلَةَ فِعْلًا وَقَوْلًا ، وَتَفَهَّمْ مَا قِيلَ فِيمَنْ عُرِفَ بِهَا ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ الْمَوْقُوفُ بِهَا ، إِذَا فَعَلْتَهَا ، فَاحْذَرْهَا قَبْلَ أَنْ تَقَعَ بِكَ ، وَاسْتَعِدَّ لِحَرِيقِ الْغَضَبِ بِالْأَنَاةِ قَبْلَ أَنْ تَلْتَهِبَ نَارُهُ فِي لَحْمِكَ وَدَمِكَ ، فَإِنَّ إِطْفَاءَهُ قَبْلَ اسْتِيثَارِهِ سَرِيعٌ ، وَإِذَا اشْتَعَلَ ، قَبَّحَ مَحَاسِنَ مَا كُنْتَ تَجْمُلُ بِهَا إِنْ كُنْتَ سُلْطَانًا ، فَعُقُوبَتُكَ تَكُونُ مِنْ وَرَاءِ الْمُذْنِبِ ، وَالْغَضَبُ فَضْلٌ لَا وَجْهٌ لَهُ ، وَإِنْ كُنْتَ سُوفِهَ ، فَمَا قَدْرُ كَلِمَةٍ وَإِنْ بَلَغَتْ مِنْكَ فِي جَنْبٍ مَا يَفُوزُ بِهِ مِنْ عَاجِلِ الْحَمْدِ ، وَالطُّولِ عَلَى مَنْ نَازَعَكَ بِالْعَفْوِ إِنَّهُ لَا تَسْقُطُ مَكْرُمَةً وَلَا تَخْفَى حَسَنَةٌ عَنْ حَامِلٍ لِنَشْرِهَا عَنْكَ فَتَكْتَسِبَ جَمَالًا ، وَتُبْرِدَ بِهَا اللَّهَبَ الْوَاصِلَ لِخِزْيِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَلَيْسَ فِي وَقْتِ الرِّضَا وَصْفُ الْحِلْمِ ، وَلَا عِنْدَ الْإِمْسَاكِ وَصْفُ حَمْدِ الْجَوَادِ ، وَإِنَّمَا نَذْكُرُ بِالشَّجَاعَةِ مَنْ مَارَسَ الْحُرُوبَ ، وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ ، أَنَّ لِلْمَحَامِدِ مَحَافِلًا وَلِلْمَحَاسِنِ أَسْوَاقًا يَبْتَاعُهَا النَّاسُ ، ثُمَّ يَسِيرُ بِهَا الرُّكْبَانُ إِلَى الْبُلْدَانِ وَالْأَمْصَارِ ، فَتَعَاهَدْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ ، فَإِنَّ أَخْلَاقَ الْمَرْءِ إِذَا صَلُحَتْ ، كَانَتْ كُنُوزًا يُبْضَعُ لَهُ بِهَا فِي الْآفَاقِ ، وَيَتَعَجَّلُ مَا يَسُرُّهُ مِنَ التَّعْظِيمِ ، إِنَّ الْفَرَائِضَ فِي الْأَمْوَالِ أَقَلُّ مِنْهَا فِي الْأَخْلَاقِ ، وَإِنَّمَا قُدْرَةُ الْمَالِ مَا صَحِبَكَ وَكَانَ لَكَ ، وَجَاهِلًا بِأَخْلَاقِكَ غَيْرُ زَائِلٍ عَنْكَ ، وَالْمَالُ لِبَاسٌ وَالزَّمَانُ يُبْلِيهِ ، وَالْعِرْضُ الْمُصَونُ لَا تَبْلَى حِدَّتُهُ وَبَهْجَتُهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.