من اهان قريشا اهانه الله


تفسير

رقم الحديث : 2646

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جُلْهُمَةُ بْنُ عُرْفُطَةَ ، قَالَ : " إِنِّي لَبِالْقَاعِ مِنْ نَمِرَةَ ، إِذَا أَقْبَلَتْ عِيرٌ مِنْ أَعْلى نَجْدٍ ، فَلَمَّا حَاذَتِ الْكَعْبَةَ إِذَا غُلامٌ قَدْ رَمَى بِنَفْسِهِ مِنْ عَجُزِ بَعِيرٍ ، فَجَاءَ حَتَّى تَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ ، ثُمَّ نَادَى : يَا رَبَّ الْبَنِيَّةِ ، أَجِرْنِي ، وَإِذَا شَيْخٌ جُنْدَعِيٌّ غَشْمُهُ مَمْدُودٌ ، قَدْ جَاءَ فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ أَسْجَافِ الْكَعْبَةِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ شَيْخٌ وَسِيمٌ قَسِيمٌ عَلَيْهِ بَهَاءُ الْمُلْكِ وَوَقَارُ الْحُكَمَاءِ ، فَقَالَ : مَا شَأْنُكَ يَا غُلامُ ؟ فَأَنَا مِنْ آلِ اللَّهِ وَأُجِيرُ مَنِ اسْتَجَارَ بِهِ ؟ قَالَ : إِنَّ أَبِي مَاتَ وَأَنَا صَغِيرٌ ، وَإِنَّ هَذَا اسْتَعْبَدَنِي ، وَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّ لِلَّهِ بَيْتًا يَمْنَعُ مِنَ الظُّلْمِ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ اسْتَجَرْتُ بِهِ ، فَقَالَ لَهُ الْقُرَشِيُّ : قَدْ أَجَرْتُكَ يَا غُلامُ ، قَالَ : وَحَبَسَ اللَّهُ يَدَ الْجُنْدَعِيِّ إِلَى عُنُقِهِ ، قَالَ جُلْهُمَةُ بْنُ عُرْفُطَةَ : فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَمْرَو بْنَ خَارِجَةَ ، وَكَانَ فِي قُعْدُدِ الْحَيِّ ، فَقَالَ : إِنَّ لِهَذَا الشَّيْخِ ابْنًا ، يَعْنِي : أَبَا طَالِبٍ ، قَالَ : فَهَوَيْتُ رَحْلِي نَحْوَ تِهَامَةَ أَكْسَعُ بِهَا الْحُدُودَ وَأُعَلِّقُ لَهَا الْكَدَاءَ ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَإِذَا قُرَيْشٌ عِزِينَ قَدِ ارْتَفَعَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ يَسْتَسْقُونَ ، فَقَائِلٌ مِنْهُمْ يَقُولُ : اعْمِدُوا اللاتَ وَالْعُزَّى ، وَقَائِلٌ مِنْهُمْ يَقُولُ : اعْمِدُوا الْمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ! فَقَالَ شَيْخٌ وَسِيمٌ قَسِيمٌ حَسَنُ الْوَجْهِ جَيِّدُ الرَّأْيِ : أَنَّى تُؤْفَكُونَ وَفِيكُمْ بَاقِيَةُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسُلالَةُ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ ؟ ! فَقَالُوا لَهُ : كَأَنَّكَ عَنَيْتَ أَبَا طَالِبٍ ؟ إِيهِ ، فَقَامُوا بِأَجْمَعِهِمْ وَقُمْتُ مَعَهُمْ ، فَدَقَقْنَا عَلَيْهِ بَابَهُ ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ مُصَفِّرًّا ، عَلَيْهِ إِزَارٌ ، قَدِ اتَّشَحَ بِهِ ، فَثَارُوا إِلَيْهِ ، فَقَالُوا : يَا أَبَا طَالِبٍ ، أَقْحَطَ الْوَادِي وَأَجْدَبَ الْعِبَادُ ، فَهَلُمَّ فَاسْتَسْقِ ، فَقَالَ : رُوَيْدَكُمْ زَوَالَ الشَّمْسِ وَهُبُوبَ الرِّيحِ ، فَلَمَّا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَادَتْ ، خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ وَمَعَهُ غُلامٌ كَأَنَّهُ شَمْسُ دُجًى تَجَلَّتْ عَنْهُ سَحَابَةٌ قَتْمَاءُ وَحَوْلَهُ أُغَيْلِمَةٌ ، فَأَخَذَهُ أَبُو طَالِبٍ ، فَأَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِالْكَعْبَةِ وَلاذَ بِأَضْبِعَةِ الْغُلامِ ، وَبَصْبَصَتِ الأُغَيْلِمَةُ حَوْلَهُ وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ ، فَأَقْبَلَ السَّحَابُ مِنْ هَهُنَا وَهَهُنَا ، وَأَغْدَقَ وَاغْدَوْدَقَ ، وَانْفَجَرَ لَهُ الْوَادِي ، وَأَخْصَبَ النَّادِي وَالْبَادِي ، فَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو طَالِبٍ : وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ يَطِيفُ بِهِ الْهُلالُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ فَهُمْ عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ وَفَضَائِلِ وَمِيزَانُ عَدْلٍ لا يَخِيسُ شَعِيرَةً وَوَزَّانُ صِدْقٍ وَزْنُهُ غَيْرُ عَائِلِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.