الاعمال عند الله ستة عملان موجبان وعملان بامثالهما وعمل بعشرة امثاله وعمل لا يعلم ثوا...


تفسير

رقم الحديث : 2664

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ " كَتَبَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ إِلَى مَلِكٍ مِنَ الْمُلُوكِ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِذَمِّ الدُّنْيَا وَقِلاهَا مَنْ بُسِطَ لَهُ فِيهَا ، وَأُعْطِيَ حَاجَتَهُ مِنْهَا ؛ لأَنَّهُ يَتَوَقَّعُ آفَةً تَغْدُوا عَلَى مَالِهِ فَتَجْتَاحَهُ أَوْ عَلَى جَمْعِهِ فَتُفَرِّقَهُ ، أَوْ تَأْتِي سُلْطَانَهُ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَتُهَدِّمَهُ ، أَوْ تَذُبُّ إِلَى جِسْمِهِ فَتُسْقِمَهُ ، أَوْ تَفْجَعَهُ بِمَنْ هُوَ ضَنِينٌ بِهِ مِنْ أَحِبَّائِهِ وَأَهْلِ مَوَدَّتِهِ ، فَالدُّنْيَا أَحَقُّ بِالذَّمِّ مِنَ الآخِرَةِ ، مَا تُعْطَى الْمُرَاجَعَةُ فِيمَا تَهَبُ بَيْنَمَا هِيَ تُضْحِكُ صَاحِبَهَا ، إِذْ أَضْحَكَتْ مِنْهُ غَيْرَهُ ، وَبَيْنَمَا هِيَ تَبْكِي لَهُ إِذَا بَكَتْ عَلَيْهِ ، وَبَيْنَمَا هِيَ تَبْسُطُ كَفَّهُ بِالإعْطَاءِ إِذْ بَسَطَتْهَا بِالْمَسْأَلَةِ ، تَعْقِدُ التَّاجَ عَلَى رَأْسِ صَاحِبِهَا الْيَوْمَ ، وَتُعَفِّرُهُ بِالتُّرَابِ غَدًا ، سَوَاءٌ عَلَيْهَا ذَهَابُ مَا ذَهَبَ وَبَقَاءُ مَا بَقِيَ ، تَجِدُ فِي الْبَاقِي مِنَ الذَّاهِبِ خَلَفًا ، وَتَرْضَى مِنْ كُلٍّ بَدَلا ، فَأَصْبَحَتْ كَالْعَرُوسِ الْمَجْلِيَّةِ ، فَالْعُيُونُ إِلَيْهَا نَاظِرَةٌ ، وَالْقُلُوبُ عَلَيْهَا وَالِهَةٌ ، وَالنُّفُوسُ لَهَا عَاشِقَةٌ ، وَهِيَ لأَزْوَاجِهَا كُلِّهِمْ قَاتِلَةٌ ، فَلا الْبَاقِي بِالْمَاضِي مُعْتَبِرٌ ، وَلا الآخِرُ عَلَى الأَوَّلِ مُنْزَجِرٌ ، وَلا الْعَارِفُ بِاللَّهِ حِينَ أَخْبَرَهُ عَنْهَا مُدَّكِرٌ ، فَعَاشِقٌ لَهَا قَدْ ظَفِرَ مِنْهَا بِحَاجَتِهِ ، فَاغْتَرَّ وَطَغَى وَنَسِيَ الْمَعَادَ ، فَشَغَلَ فِيهَا لُبَّهُ حَتَّى زَلَّتْ بِهِ عَنْهَا قَدَمُهُ ، وَعَظُمَتْ نَدَامَتُهُ ، وَكَثُرَتْ حَسَرَاتُهُ ، فَاجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ سَكَرَاتُ الْمَوْتِ بِأَلَمِهِ ، وَحَسَرَاتُ الْفَوْتِ بِغُصَّتِهِ ، فَذَهَبَ بِكَمَدِهَ وَلَمْ يُدْرِكْ مِنْهَا مَا طَلَبَ ، وَلَمْ يُرِحْ نَفْسَهُ مِنَ التَّعَبِ ، فَخَرَجَ بِغَيْرِ زَادٍ ، وَقَدِمَ عَلَى غَيْرِ مِهَادٍ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.