يجيء قوم قبل قيام الساعة يسمون الرافضة براء من الاسلام


تفسير

رقم الحديث : 2726

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : " قَدِمْتُ قُدْمَةً مَكَّةَ ، فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ فِي السَّحَرِ إِذَا النَّاسُ يَقُولُونَ : قَدْ جَاءَ الْعَنْبَرِيُّ الزَّاهِدُ ، فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ جَافُّ الْمَنْظَرِ دَخَلَ الطَّوَافَ ، فَطَافَ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ وَرَكَعَ خَلْفَ الْمَقَامِ ، ثُمَّ أَتَى الْمُلْتَزَمَ ، فَرَفَعَ يَدَهُ وَهُوَ يَقُولُ : سُبْحَانَ رَاحِمِ رَنَّةِ الْبَاكِينَ ، وَقَابِلِ التَّوْبَةِ ، وَالْمُتَفَضِّلِ بِهَا عَلَى الْمُسْرِفِينَ ، الَّذِينَ أَفَاضَ عَلَيْهُمْ مِنْ سُيُوبِ تَفَضُّلِهِ ، وَأَهْطَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَمَاءِ بَذْلِهِ ، وَفَوَائِدِ نِعَمِهِ ، وَجَزِيلِ إِحْسَانِهِ ، مَا عَجَزَتِ الْبَرِيَّةُ عَنْ شُكْرِهِ ، وَالْقِيَامِ بِأَدَاءِ حَقِّهِ ، إِلا بِمَعُونَتِهِ . سُبْحَانَ الَّذِي لا يَمْنَعُ الْعِبَادَ أَسْبَابَ التَّوْبَةِ ، وَلَمْ يُعَيِّرْهُمْ لَمَّا أَنَابُوا إِلَيْهِ ، بِمَا أَجْرَمُوا مِنَ الْحَوْبَةِ ، وَلَمْ يَعْجَلْ عَلَيْهِمْ بِالنِّعَمِ ، وَهُوَ يَرَاهُمْ يَتَمَرَّسُونَ بِمَعَاصِيهِ لِغَضَبِهِ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَسْتُرُ عَلَيْهِمْ بِسِتْرِهِ ، وَيَتَوَدَّدَهُمْ بِإِنْعَامِهِ ، وَيَتَحَبَّبُ إِلَيْهِمْ بِدَاوَمِ إِحْسَانِهِ ، ثُمَّ فَتَحَ لَهُمْ بِرَحْمَتِهِ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ ، وَدَعَاهُمْ إِلَى شَوْقِهِمْ إِلَيْهِ بِحُسْنِ مَوْعِظَتِهِ ، فَقَالَ لِمُسْرِفِي عِبَادِهِ : لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ سورة الزمر آية 53 وَقَالَ : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ سورة البقرة آية 186 وَقَالَ : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ سورة غافر آية 60 فَسُبْحَانَ مَنْ يَتَقَرَّبُ إِلَى مَنْ يَتَبَاعَدُ مِنْهُ ، وَيَتَحَبَّبُ بِالنِّعَمِ إِلَى مَنْ يَتَبَغَّضُ بِالْمَعَاصِي إِلَيْهِ ، فَأَحَبُّ عِبَادِهِ إِلَيْهِ أَسْأَلُهُمْ لِمَا لَدَيْهِ . إِلَهِي ، أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدَيْكَ ، هَا أَنَا قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ ، مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ إِلَيْكَ ، لا تَزِلَّنِي عَنْ مَقَامٍ أَقَمْتَنِي فِيهِ ، وَلا تَنْقُلْنِي إِلَى مَوْقِفِ سَلامَةٍ مِنْ نِعَمِكَ إِلا أَنْتَ ، أَتَنَصَّلُ إِلَيْكَ مِمَّا كُنْتُ أُوَاجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيَائِي مِنْ نَظَرِكَ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي ابْتَزَّتْ قَلْبِي حَلاوَةَ ذِكْرِكَ ، وَأَطْلُبُ الْعَفْوَ مِنْكَ ، إِذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ . يَا مَنْ يُعْصَى وَيَرْضَى كَأَنَّهُ لَمْ يُعْصَ ، يَا حَنَّانًا لِشَفَقَتِهِ عَلَى عِبَادِهِ ، وَمَنَّانًا بِلُطْفِهِ ، وَمُتَجَاوِزًا بِعَطْفِهِ عَنْ خَلْقِهِ ! طَهِّرْ قَلْبِي مِنْ أَوْسَاخِ الْغَفْلَةِ ، وَانْظُرْ إِلَيَّ نَظَرَكَ إِلَى مَنْ نَادَيْتَهُ فَأَجَابَكَ وَاسْتَعْمَلْتَهُ بِمَعُونَتِكَ فَأَطَاعَكَ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَهَبْ لِي صَبْرًا وَيَقِينًا ، وَاغْفِرْ ذَنْبِيَ الْعَظِيمَ ، وَتَجَاوَزْ لِي عَنْ سَيِّئَاتِي ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . قَالَ : فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى عَرَفْتُ مَوْضِعَهُ ، فَكَتَبْتُ عَنْهُ هَذَا الدُّعَاءَ ، وَغَيْرَ هَذَا ، مِمَّا كَانَ يَدْعُو بِهِ عَنْدَ الْمُلْتَزَمِ فِي أَوْقَاتِهِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.