حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ الْكِسَائِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا مِنَ الْغُزَاةِ أَنَّهُمْ رَابَطُوا بِالْبَابِ ، فَسَمِعَ زُهَيْرًا الْبَابِيَّ يَدْعُوُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَهْوٍ عَنْ حَقِّكَ ، وَمِنَ اسْتِخْفَافٍ بِأَمْرِكَ ، وَمِنْ تَرَاخٍ عَنْ فَرْضِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ إِقْصَارِ الْمُرُوءَةِ ، وَمِنْ شَنَآنِ الْحَسَدَةِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ قَسْوَةِ الْوَالِدَيْنِ ، وَمِنْ سَخْطَةِ الْكَاتِبِينَ ، وَمِنْ لَمَّةِ الطَّائِفِينَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ تَفَقُّهٍ يُرْدِي ، وَمِنْ أَمَانَةٍ تُنْسِي ، وَمِنْ رِوَايَةٍ تُغْوِي ، وَمِنْ رِئَاسَةٍ تُلْهِي ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عِشْقِ الذَّهَبِ ، وَمِنْ جَهْلِ الْحَسَبِ يَعْنِي : الْغِنَى ، وَمِنْ عُسْرِ الطَّلَبِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَيْلٍ فِي قَوْلٍ ، وَمِنْ هَوًى فِي فِعْلٍ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ اجْتِهَادٍ عَلَى خَطَأٍ ، وَمِنْ عَمَلٍ عَلَى رِيَاءٍ ، وَمِنْ مَحَبَّةِ الدُّنْيَا ، وَمِنْ تَعَمُّقِ الأَهْوَاءِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ صَرْعَةِ الطَّمَعِ ، وَمِنْ خَطْرَةِ الْجَشَعِ ، وَمِنْ زَيْعِ الْبِدَعِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ لِسَانٍ لا يَفِي ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَعِي ، وَمِنْ أُذُنٍ لا تَسْمَعُ ، وَمِنْ نَصِيحَةٍ لا تَنْجَعُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوَدَّةٍ لا تُفِيدُ عِلْمًا ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا تُنِيلُ غُنْمًا ، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ أَكْثَرَهُ ، وَمِنَ الرِّضَا عَنْكَ أَوْفَرَهُ ، وَمِنَ الشُّكْرِ مَا هُوَ عِنْدِكَ شُكْرًا ، وَمِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْكَ مَا هُوَ عِنْدِكَ ذِكْرًا ، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا لا يُخَالِفُ قَلْبَهُ ، وَعِلْمًا لا يُفَارِقُ قَوْلَهُ بَعْضُهُ يُشْبِهُ بَعْضًا يُقِيمَانِ لَكَ كُلَّ سَعْيٍ فَرْضًا ، وَأَسْأَلُكَ قُنُوعًا بِمَا رَزَقْتَنِي ، وَرِضًا بِمَا يَنْزِلُ بِي ، وَصَبْرًا عَلَى أَمْرِكَ ، وَرِضًا بِحُكْمِكَ ، وَحُبًّا لَكَ يَزِيدُنِي قُرْبًا مِنْكَ ، وَمُجَالَسَةً لَكَ تَجْعَلُنِي أَنِيسًا لَكَ وَتُنْطِقُنِي بِلِسَانٍ حَيِيٍّ ، وَفَهِّمْنِي فَهْمَ مَنْ آثَرَكَ عَلَى نَفْسِهِ ، وَعَلِّمْنِي عِلْمَ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلَى أَمْرِهِ ، وَكُنْ أَنِيسِي . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ الْكِسَائِيُّ ، قَالَ لِي أَبِي : إِنِّي ذَاكَرْتُ بهَذَا بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ ، فَقَبَضَ عَلَى يَدِي ، وَقَالَ : لا أُفَارِقُكَ حَتَّى تُمْلِيهِ عَلَيَّ ، فَإِنَّمَا هَذَا دُعَاءٌ أَنْطَقَ اللَّهُ بِهِ زُهَيْرًا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |