حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : قَالَ زُهَيْرُ الْبَابِيُّ " يَابْنَ آدَمَ ، عَلَيْكَ بِنَفْسِكَ ، فَاحْفَظْهَا مِنَ الْمَعَاصِي ، وَنَاصِبْ بِهِمَّتِكَ انْقِضَاءَ أَجَلِكَ ، وَأَفْكِرْ فِي نِدَاءِ الْبَعْثِ وَغُبَارِ الْحَشْرِ ، وَقَدْ أَحَاطَتِ الأَقْطَارُ بِأَهْلِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَبِكُلِّ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ ، وَقَدْ تَكَشَّفَتْ مَهَاوِيلُ الآزِفَةِ ، وَبَرَزَتْ لِلْعَيَانِ شَدَائِدُ الآخِرَةِ ، وَعَلا الضَّجِيجُ ، وَقَامَتِ الْقِيَامَةُ عَلَى سَاقٍ ، وَاسْتُخْرِجَتْ مِنْ تَحْتِ الأَقْدَامِ أَرْضُ الْقُرْآنِ ، وَأَظَلَّ رُءُوسَ الْخَلائِقِ حَرُّ لَهَبِ الشَّمْسِ أَشَدُّ حَرًّا مِنْ شُوَاظِ النَّارِ ، وَسَالَتِ الأَرْوَاحُ فِي الصُّدُورِ عِنْدَ ارْتِجَاجِ الأَرْضِ بِأَهْلِهَا ، وَصَارَتِ السَّمَاءُ كَالدِّهَانِ ، فَمَا أَعْظَمَ خَجْلَتَكَ يَابْنَ آدَمَ غَدًا إِذَا خَرَجَ اسْمُكَ مَعَ أَهْلِ الْعَارِ ، وَالرَّدَى فِي مَجْلِسِ الْمَلَى ، حِينَ لا عُذْرَ يُقْبَلُ مِنْكَ ، فَانْظُرْ مَاذَا يَعُودُ عَلَى جِسْمِكَ مِنَ اسْمِكَ ، وَمَاذَا يُحْصَى عَلَيْكَ مِنْ فِعْلِكَ ، وَمَا جَرَتْ بِهِ الآثَامُ مِنْ رَسْمِكَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |