فضلت على الناس باربع بالسخاء والشجاعة وكثرة الجماع وشدة البطش


تفسير

رقم الحديث : 3142

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، عَنِ الْعُتْبِيِّ ، قَالَ : " سَمِعْتُهُ بِمَكَّةَ يَقُولُ وَيَدْعُو ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : سُبْحَانَ مَنْ شَمَلَ فَضْلُهُ ، وَعَمَّ بِالإِحْسَانِ شُكْرُهُ ، وَعَلا فِي الْقَدِيمِ ذِكْرُهُ ، وَتَقَدَّمَ عَلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ ، وَنَفَذَ بِالْمَشِيئَةِ أَمْرُهُ ، وَعَمَّ الْوَرَى حِفْظُهُ ، أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ ، وَبَانَ عَنْ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ ، وَبَانَ عَلَى كُلِّ ذِي حِلْمٍ حِلْمُهُ ، وَأَلْهَجَ أَهْلُ السَّمَاءِ بِحَمْدِهِ ، وَحَرَّكَ كُلَّ سَاكِنٍ بِلُطْفِهِ ! ! فَسُبْحَانَ مَنْ وَسِعَ سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ ، وَلَمْ تَغِبْ عَنْ نَظَرِهِ الْحَرَكَاتُ ، وَلَمْ تَشْتَبِهْ عَلَيْهِ تَصَارِيفُ اللُّغَاتِ ! قَدْ أَحْكَمَ بِتَدْبِيرِهِ مَا حَوَى عَلَيْهِ النُّورُ وَالظُّلُمَاتُ إِلَهِي ! أَنْتَ نُورُ الذَّاكِرِينَ ، وَحَامِلُ الشَّاكِرِينَ ، وَمُوصِلُ الْمُتَقَطِّعِينَ ، وَدَلِيلُ الْمُتَحَيِّرِينَ ، وَوَسِيلَةُ الأَوَّابِينَ ، وَحُجَّةُ الْمُحْسِنِينَ ، وَعِمَادُ الْوَاثِقِينَ ، وَعَيْنُ النَّاظِرِينَ . يَا خَيْرَ مَنِ اسْتُجْلِبَ بِهِ الْخَيْرُ ! مَا أَحْسَنَ أَدَبَكَ ، وَأَبْيَنَ عَلَى عِبَادِكَ كَرَمَكَ ، مِنْكَ تُعْرَفُ الأَيَادِي ، وَمِنْكَ يُبْتَغَى الْجَمِيلُ ، ضَاقَ كُلُّ وُسْعٍ عِنْدَ وُسْعِكَ ، وَتَلاشَى كُلُّ مَعْرُوفٍ عِنْدَ مَعْرُوفِكَ ، أَنْتَ حَبِيبُ الْعَارِفِينَ وَثِقَةُ الْمُؤَمِّلِينَ ، أَوْسَعْتَ أَهْلَ الْخَطَايَا حِلْمًا ، وَالْعُصَاةَ فَضْلا ، وَالْمُعْرِضِينَ عَنْكَ جُودًا ، لَوْلا صَفْحُكَ عَنْ جَرَائِمِ الْمُذْنِبِينَ ، لَضَاقَتِ الْفِجَاجُ ، وَلَفَاضَتِ الْبِحَارُ ، وَلانْخَسَفَ الْقَرَارُ ، وَلَزَالَتْ أَقْطَارُ السَّمَوَاتِ ، وَلَتَدَكْدَكَتْ أَرْكَانُ الأَرْضِ ، وَتَعَطَّلَ الْعُمْرَانُ ، وَلَضَجَّ الْفِقَارُ ، وَلَمَاجَ الْهَوَامُّ ، وَلانْقَطَعَ عَنِ الْفَلَكِ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، غَضَبًا لَكَ ، وَإِعْظَامًا لِأَمْرِكَ . إِلَهِي ! كَيْفَ لا تَبْكِي عُيُونُ الأَبْرَارِ ، أَمْ كَيْفَ لا تَنْخَلِعُ أَوْصَالُ الصِّدِّيقِينَ ؟ ! ، يَا مَنْ بِهِ ذُهِلَتِ الْقُلُوبُ ، وَبَكَتْ عَلَيْهِ الْعُيُونُ ، فَيَا سِرَاجَ كُلِّ أَوَّابٍ ! أَنْتَ فِي كُلِّ نَظَرٍ مَنْظُورٌ ، وَفِي كُلِّ وَهْمٍ مَوْجُودٌ ، وَصَلَ إِلَى ذَلِكَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِكَ وَالْمُتَرَوِّحُونَ بِنَسِيمِ رَوْحِ ذِكْرِكَ ، فَهُمْ أَهْلُكَ وَالْمُكْرَمُونَ بِبِرِّكَ ، وَالْمَشْهُورُونَ بَيْنَ بَرِيَّتِكَ . إِلَهِي ! فَأْسَأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِي نُورًا أَهْتَدِي بِهِ لِنُورِكَ ، وَأَسْكِنْ فِي قَلْبِي مَعْرِفَتَكَ ، وَإِعْظَامَكَ ، مَا إِذَا أَقَمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ ، أَمَاتَتْنِي خَشْيَتُكَ ، وَاعْتَلَّتْنِي رَهْبَتُكُ ، وَاكْشِفْ لِي عَنْ كُلِّ مَسْتُورٍ حَتَّى أَحْيَا بِعِلْمِهِ ، وَقَرِّبْ مِنِّي كُلَّ بَعِيدٍ حَتَّى أَحْيَا بِفَهْمِهِ ، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ حِيلَةٍ أَسْتَجْلِبُ بِهَا حِيلَةً ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ هَمٍّ أَنْقَطِعُ بِهِ عَنِ الْهَمِّ بِكَ ، وَاكْشِفْ لِي بِهِ عَنْ حِجَابِ الْحَيْرَةِ ، فَأَنَا مَأْسُورٌ فِي قَبْضَتِكَ ، مُدَبَّرٌ بِمَشِيئَتِكَ ، كَيْفَ تَشَاءُ أَكُونُ ، وَمَا تُرِيدُ أُرِيدُ ، لا أَخْرُجُ عَنْ ذَلِكَ ، وَكَيْفَ أَخْرُجُ عَنْ ذَلِكَ وَلَمْ أَكُنْ شَيْئًا فَكَوَّنْتَنِي ، وَكُنْتُ جَاهِلا فَعَلَّمْتَنِي ، وَبِلُطْفِ مَشِيئَتِكَ دَبَّرْتَنِي ؟ ! يَا رَحْمَنُ ! يَا رَحِيمُ ! يَا قَادِرُ ! يَا قَاهِرُ ! يَا مَنْ يَتَوَدَّدُ إِلَى عِبَادِهِ بِالْجُودِ وَالْكَرَمِ ! أَسْأَلُكَ عَفْوَكَ وَمُعَافَاتَكَ ، وَمُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.