حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْقُوبَ الضَّرِيرُ ، حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ الرَّاهِبِ وَكَانَ وَاللَّهِ مِنَ الْعَامِلِينَ لِلَّهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا ، قَالَ : " رَأَيْتُ مِسْكِينَةَ الطُّفَاوِيَّةَ فِي مَنَامِي ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُوَاظِبَاتِ عَلَى مَجَالِسِ الذِّكْرِ ، فَقُلْتُ : مَرْحَبًا . فَقالَتْ : هَيْهَاتَ يَا عَمَّارُ ، هَيْهَاتَ ، ذَهَبَتِ الْمَسْكَنَةُ وَجَاءَ الْغِنَى الأَكْبَرُ ، قُلْتُ : هِيهِ . قَالَتْ : مَا تَسَلُ عَمَّنْ أُبِيحَ لَهَا الْجَنَّةُ بِحَذَافِيرِهَا تُطِلُّ مِنْهَا حَيْثُ تَشَاءُ . قَالَ : قُلْتُ وَبِمَ ذَاكَ يَرْحَمُكِ اللَّهُ ؟ قَالَتْ : بِمَجَالِسِ الذِّكْرِ ، وَالصَّبْرِ عَلَى الْحَقِّ . قَالَ عَمَّارٌ : وَكَانَتْ تَحْضُرُ مَعَنَا مَجْلِسَ عِيسَى بْنِ زَاذَانَ بِالأُبُلَّةِ ، تَنْحَدِرُ مِنَ الْبَصْرَةِ حَتَّى تَأْتِيَهُ قَاصِدَةً ، قَالَ عَمَّارٌ قُلْتُ : يَا مِسْكِينَةُ ، فَمَا فَعَلَ عِيسَى بْنُ زَاذَانَ ؟ قَالَ : فَضَحِكَتْ ، وَقَالَتْ : قَدْ كُسِيَ حُلَّةَ الْبَهَاءِ وَطَافَتْ بِأَبَارِيقَ حَوْلَهُ الْخُدَّامُ ثُمَّ حُلِّيَ وَقِيلَ يَا قَارِئُ ارْقَ فَلَعَمْرِي لَقَدْ بَرَاكَ الصِّيَامُ كَانَ عِيسَى قَدْ صَامَ حَتَّى انْحَنَى ، وَانْقَطَعَ صَوْتُهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |