تفسير

رقم الحديث : 49

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصَّوَّافِ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ , ثنا أَبُو مَعْشَرٍ , عَنْ نَافِعٍ مَوْلًى لآلِ الزُّبَيْرِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . وَعَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : إِنَّ الْكَعْبَةَ خُلِقَتْ قَبْلَ الأَرْضِ , بِأَلْفَيْ سَنَةٍ , وَهِيَ مِنَ الأَرْضِ ، قَالَ : إِنَّهَا كَانَتْ حَشَفَةً عَلَى الْمَاءِ , يَعْنِي زَبَدًا عَلَى الْمَاءِ , عَلَيْهَا مَلَكَانِ مِنَ الْمَلائِكَةِ , يُسَبِّحَانِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ أَلْفَيْ سَنَةٍ , قَالَ : فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى , أَنْ يَخْلُقَ الأَرْضَ , دَحَاهَا مِنْهَا , فَجَعَلَهَا فِي وَسَطِ الأَرْضِ , قَالَ : فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ , بَعَثَ ملَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ , مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ , يَأْتِي بِتُرَابٍ مِنَ الأَرْضِ , فَلَمَّا أَهْوَى لِيَأْخُذَ مِنْهَا , قَالَتْ لَهُ الأَرْضُ : أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ إِلَيَّ , أَنْ لا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا , يَكُونُ لِلنَّارِ مِنْهُ نَصِيبٌ غَدًا , قَالَ : فَتَرَكَهَا , فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ قَالَ : " مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِمَا أَمَرْتُكَ بِهِ ؟ " . , قَالَ : يَا رَبِّ سَأَلَتْنِي بِكَ , أَنْ لا أَخُذَ مِنْهَا شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ مِنْهُ نَصِيبٌ غَدًا , فَأَعْظَمْتُ أَنْ أَرُدَّ شَيْئًا تَسْأَلُنِي بِكَ , قَالَ : ثُمَّ أَرْسَلَ آخَرَ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ , فَلَمَّا أَهْوَى لِيَأْخُذَ مِنْهَا , قَالَتْ لَهُ الأَرْضُ : أَسَأْلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ , أَنْ لا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ مِنْهُ نَصِيبٌ , قَالَ : فَتَرَكَهَا فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ قَالَ : " مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِمَا أَمَرْتُكَ بِه ؟ " . قَالَ : يَا رَبِّ سَأَلَتْنِي بِكَ , أَنْ لا آخُذَ مِنْهَا شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ مِنْهُ نَصِيبٌ غَدًا , فَأَعْظَمْتُ أَنْ أَرُدَّ شَيْئًا سَأَلَنِي بِكَ , قَالَ : ثُمَّ أَرْسَلَ آخَرَ , مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ , فَلَمَّا أَهْوَى لِيَأْخُذَ مِنْهَا قَالَتْ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتِ لِلأَوَّلِ , فَتَرَكَهَا , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُ , قَالَ : حَتَّى أَرْسَلَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ كُلَّهُمْ , كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ , فَيَرْجِعُونَ إِلَى رَبِّهِمْ فَيَقُولُونَ مِثْلَ ذَلِكَ , حَتَّى أَرْسَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ , فَلَمَّا أَهْوَى لِيَأْخُذَ مِنْهَا , قَالَتْ لَهُ الأَرْضُ : إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ , أَنْ لا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ مِنْهُ نَصِيبٌ غَدًا , قَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ : إِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي أَحَقُّ بِالطَّاعَةِ مِنْكِ , قَالَ : فَأَخَذَ مِنْ وَجْهِ الأَرْضِ كُلِّهَا طَيِّبِهَا وَخَبِيثِهَا , حَتَّى كَانَتْ قَبْضَتُهُ عِنْدَ مَوْضِعِ الْكَعْبَةِ , فَجَاءَ بِهَا إِلَى رَبِّهِ , فَصَبَّ عَلَيْهَا مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ , حَتَّى كَانَتْ حَمَأً مَسْنُونًا , فَخَلَقَ مِنْهَا آدَمَ بِيَدِهِ , ثُمَّ مَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ , فَقَالَ : فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ سورة المؤمنون آية 14 . قَالَ : ثُمَّ تَرَكَهُ أَرْبَعِينَ لا يَنْفُخُ فِيهِ , ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ , قَالَ : فَجَرَى فِيهِ الرُّوحُ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى صَدْرِهِ , فَأَرَادَ أَنْ يَثِبَ , فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ سورة الأنبياء آية 37 . قَالَ : فَلَمَّا جَرَى فِيهِ الرُّوحُ جَلَسَ جَالِسًا , فَعَطَسَ , فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : " قُلِ الْحَمْدُ للَّهِ " . فَقَالَ : الْحَمْدُ للَّهِ , قَالَ : " رَحِمَكَ رَبُّكَ " . ثُمَّ قَالَ : " يَا آدَمُ ، انْطَلِقْ إِلَى هَؤُلاءِ النَّفَرِ مِنَ الْمَلائِكَةِ , فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ , قَالَ : فَانْطَلَقَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ , فَقَالُوا : وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ , فَقَالَ : " يَا آدَمُ هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ " . قَالَ : يَا رَبِّ وَمَنْ ذُرِّيَّتِي ؟ قَالَ : " يَا آدَمُ فِي أَيِّ يَدَيَّ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أُرِيَكَ ذُرِّيَّتَكَ فِيهَا ؟ " . قَالَ : يَمِينُ رَبِّي , وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ , قَالَ : فَبَسَطَ يَمِينَهُ , فَإِذَا ذُرِّيَّةُ آدَمَ كُلُّهُمْ , مَا هُوَ خَالِقٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , الصَّحِيحُ عَلَى هَيْئَتِهِ , وَالْمُبْتَلَى عَلَى هَيْئَتِهِ , وَالأَنْبِيَاءُ عَلَى هَيْئَتِهِمْ , فَقَالَ آدَمُ : رَبِّ هَؤُلاءِ أَعْطَيْتَهُمْ لَوْ أَعْطَيْتَهُمْ جَمِيعًا كُلَّهُمْ , قَالَ : " يَا آدَمُ إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أُشْكَرَ " . قَالَ : فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلا سَاطِعًا نُورُهُ , فَقَالَ : يَا رَبِّ مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : " ابْنُكَ دَاوُدُ " . قَالَ : كَمْ عُمْرُهُ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : " سِتُّونَ سَنَةً " . قَالَ : فَكَمْ عُمْرِي ؟ قَالَ : " أَلْفُ سَنَةٍ " . قَالَ : أَنْقِصْ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً , فَزِدْهُ فِي عُمْرِهِ , ثُمَّ رَأَى آخَرَ سَاطِعًا نُورُهُ , لَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِنَ الأَتْبَاعِ مِثْلُ مَا مَعَهُ , فَقَالَ : مَنْ هَذَا أَيْ رَبِّ ؟ قَالَ : " ابْنُكَ مُحَمَّدٌ , وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ " , قَالَ : الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِي مَنْ يَسْبِقُنِي إِلَى الْجَنَّةِ , وَلا أَحْسُدُهُ , قَالَ : فَلَمَّا مَضَى لآدَمَ أَلْفُ سَنَةٍ , إِلا أَرْبَعِينَ سَنَةً , جَاءَتْهُ الْمَلائِكَةُ تتوفاهُ عَيَانًا , فَقَالَ لَهُمْ : مَا تُرِيدُونَ ؟ قَالُوا : نُرِيدُ أَنْ نَتَوَفَّاكَ , يَعْنِي قَالَ : قَدْ بَقِيَ لِي حَتَّى الآنَ أَرْبَعُونَ سَنَةً , فَقَالُوا : أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَهَا ابْنَكَ دَاوُدَ , قَالَ : مَا أَعْطَيْتُ أَحَدًا شَيْئًا , فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَجَحَدَ آدَمُ , فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ , وَنَسِيَ آدَمُ , فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة