حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابَ الطِّيبِيُّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيُّ , أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا أَبِي , ثنا عِيسَى بْنُ مُوسَى , أنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ , عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ : " يَابْنَ مَسْعُودٍ " . قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " هَلْ تَدْرِي مَا أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ ؟ " قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : " الْوِلايَةُ فِي اللَّهِ , وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ , وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ " . , ثُمَّ قَالَ : " يَابْنَ مَسْعُودٍ " . مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ أَقُولُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " هَلْ تَدْرِي أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ ؟ " . قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : " إِذَا مَا هُمْ عَرَفُوا الدِّينَ أَحْسَنُهُمْ عَمَلا " . , ثُمَّ قَالَ : " يَابْنَ مَسْعُودٍ " . ثَلاثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ أَقُولُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " هَلْ تَدْرِي أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ ؟ " . قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : " إِذَا اخْتَلَفُوا وَشَبَّكَ رَسُولُ اللَّهِ أَصَابِعَهُ , أَبْصَرُهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ فِي عَمَلِهِ تَقْصِيرٌ , وَإِنْ كَانَ يَزْحَفُ عَلَى اسْتِهِ زَحْفًا " . , ثُمَّ قَالَ : " يَابْنَ مَسْعُودٍ " . ثَلاثَ مَرَّاتٍ , كُلَّ ذَلِكَ أَقُولُ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " هَلْ سَمِعْتَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً , لَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ إِلا ثَلاثَ فِرَقٍ , فِرْقَةٌ مِنْهُمْ قَامَتْ فِي الْمُلُوكِ وَالْجَبَابِرَةِ بَعْدَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ , فَدَعَتْ إِلَى دِينِ اللَّهِ , وَدِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ , فَصَبَرَتْ حَتَّى لَحِقَتْ بِاللَّهِ فَنَجَتْ , ثُمَّ قَامَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ تَكُنْ لَهَا قُوَّةٌ بِالْقِتَالِ , قَامَتْ فِي الْمُلُوكِ وَالْجَبَابِرَةِ , بِالْقِسْطِ وَدَعَتْ إِلَى دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَدِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ , فَأُخِذَتْ فَقُطِعَتْ بِالْمَنَاشِيرِ , وَحُرِّقَتْ بِالنِّيرَانِ , فَصَبَرَتْ حَتَّى لَحِقَتْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَنَجَتْ , ثُمَّ قَامَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ تَكُنْ لَهَا قُوَّةٌ بِالْقِتَالِ وَلَمْ تُطِقِ الْقِيَامَ بِالْقِسْطِ , فَلَحِقَتْ بِالْجِبَالِ , فَتَعَبَّدَتْ وَتَرَهْبَنَتْ فَهُمُ الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَالَ : وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ سورة الحديد آية 27 ، فَهُمُ الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَصَدَّقُونِي وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ سورة الحديد آية 27 . الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِي وَلَمْ يُصَدِّقُونِي , وَهُمُ الَّذِينَ لَمْ يَرْعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا وَهُمُ الَّذِينَ فَسَّقَهَمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .