أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ بْنِ يَحْيَى الإِشْبيلِيُّ الشَّاهِدُ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ، وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ يَحْيَى الْقَيْسَرَانِيُّ الْبَزَّارُ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، وَأَنَا أَسْمَعُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، وَعَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ نَوْفًا ، يَقُولُ : لَيْسَ صَاحِبُ مُوسَى الْخَضِرَ نَبِيَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ . فَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ ، فَقَالَ : يَا سَعِيدُ أَنْتَ سَمِعْتَهُ يَقُولُ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كَذَبَ نَوْفٌ ، حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيَّ ، وَعَلَى مُوسَى ، وَلَوْلا أَنَّهُ عَجَّلَ وَاسْتَحْيَا ، وَأَخَذَتْهُ ذِمَامَةٌ مِنْ صَاحِبِهِ ، وَقَالَ لَهُ : إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي سورة الكهف آية 76 لَرَأَى مِنْ صَاحِبِهِ عَجَبًا ، قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ بَدَأَ بِنَفْسِهِ فَقَالَ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيَّ ، وَعَلَى صَالِحٍ ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيَّ وَعَلَى أَخِي عَادٍ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ مُوسَى بَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ قَوْمَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ قَالَ لَهُمْ : مَا فِي الأَرْضِ أَعْلَمُ مِنِّي ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : إِنَّ فِي الأَرْضِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنْ تُزَوِّدَ حُوتًا مَلِيحًا . فَانْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ حَتَّى إِذَا أَتَيَا الْمَكَانَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ ، انْطَلَقَ مُوسَى يَطْلُبُهُ ، وَوَضَعَ فَتَاهُ الْحُوتَ عَلَى صَخْرَةٍ ، اضْطَرَبَ ، فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ، فَقَالَ فَتَاهُ : إِذَا جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ حَدَّثْتُهُ ، فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ، فَانْطَلَقَا ، فَأَصَابَهُمَا مَا يُصِيبُ الْمُسَافِرَ مِنَ النَّصَبِ ، وَالْكَلالِ ، وَلَمْ يُصِيبْهُمَا مَا يُصِيبُ الْمُسَافِرَ مِنَ النَّصَبِ ، وَالْكَلالِ حَتَّى جَاوَزُوا مَا أُمِرَ بِهِ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ : آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا سورة الكهف آية 62 ، فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ : أَرَأَيْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ ، فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ أَنْ أُحَدِّثَكَ ، وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ، وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ، قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي ، فَرَجَعَا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا يَقُصَّانِ الأَثَرَ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ يَعْنِي فَأَطَافَ بِهَا مُوسَى ، فَإِذَا هُوَ مُسَجًّى بِثَوْبٍ لَهُ " . قَالَ مُحَمَّدٌ يَعْنِي : الرَّجُلَ " فَسَلَّمَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : أَنَا مُوسَى ، قَالَ : مَنْ مُوسَى ؟ قَالَ : نَبِيُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، أُخْبِرْتُ أَنَّ عِنْدَكَ عِلْمًا فَأَرَدْتُ أَنْ أَصْحَبَكَ ، قَالَ : إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا سورة الكهف آية 67 ، قَالَ : سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا سورة الكهف آية 69 ، قَالَ : وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا سورة الكهف آية 68 ، وَقَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَفْعَلَهُ ، وَلا عِلْمَ لَكَ بِهِ ، قَالَ : سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا ، قَالَ : فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا {70} فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ سورة الكهف آية 70-71 عَرَفُوهُمْ ، فَحَمَلُوهُمْ بِغَيْرِ أَجْرٍ فَعَبَرَا ، فَخَرَجَ مَنْ كَانَ فِيهَا ، وَتَخَلَّفَ لِيَخْرِقَهَا ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى : أَتَخْرِقُهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا ، لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ، قَالَ : أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا ، قَالَ : لا تُؤَاخِذُنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقُنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ، فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا إِلَى غِلْمَانٍ يَلْعَبُونَ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ ، وَفِيهِمْ غُلامٌ لَيْسَ فِي الْغِلْمَانِ فِي نَادِي الذّمَارِ غُلامٌ أَحْدَثَ وَلا أَنْظَفَ مِنْهُ فَأَخَذَهُ فَقَتَلَهُ ، فَنَفَرَ مُوسَى عِنْدَ ذَلِكَ ، وَقَالَ : أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ، قَالَ : أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا سورة الكهف آية 75 ، قَالَ فَأَخَذَتْهُ ذِمَامَةٌ مِنْ صَاحِبِهِ وَاسْتَحْيَا ، وَقَالَ : إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبُنِي قَدْ بَلَغْتُ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ لِئَامًا ، وَقَدْ أَصَابَ مُوسَى جَهْدٌ فَلَمْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ، قَالَ لَهُ مُوسَى مِمَّا نَزَلَ بِهِ مِنَ الْجَهْدِ ، قَالَ مُحَمَّدٌ الْفِرْيَابِيُّ يَعْنِي الْجُوعَ : لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا سورة الكهف آية 77 ، قَالَ هَذَا فِرَاقٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَأَخَذَ مُوسَى بِطَرَفِ ثَوْبِهِ ، فَقَالَ : حَدِّثْنِي فَقَالَ : أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ سورة الكهف آية 79 وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا سورة الكهف آية 79 ، فَإِذَا مَرَّ عَلَيْهَا فَرَآهَا مُنْخَرِقَةً تَرَكَهَا ، وَرَقَّعَهَا أَهْلُهَا بِقِطْعَةِ خَشَبَةٍ فَانْتَفَعُوا بِهَا ، وَأَمَّا الْغُلامُ فَإِنَّهُ كَانَ طُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا وَكَانَ قَدْ أُلْقِيَ عَلَيْهِ مَحَبَّةٌ مِنْ أَبَوَيْهِ وَلَوْ عَصَيْنَهُ شَيْئًا لأَرْهَقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ، فَأَرَدْنَا أَنْ يُبَدِّلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ، فَوَقَعَ أَبُوهُ عَلَى أُمِّهِ فَوَلَدَتْ خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ، وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا ، وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ، فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ، وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا " . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ : إِنَّهَا وَلَدَتْ جَارِيَةً ، وَأَنَّ الْجَارِيَةَ وَلَدَتْ نَبِيًّا ، يُقَالُ : لَهُ إِسْمَاعِيلُ ، وَهُوَ النَّبِيُّ الَّذِي قَالَتْ لَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ : ابْعَثْ لَنَا مَلَكًا نُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ | أبي بن كعب الأنصاري | صحابي |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ | سعيد بن جبير الأسدي | ثقة ثبت |
أَبُو إِسْحَاقَ | أبو إسحاق السبيعي / ولد في :30 / توفي في :126 | ثقة مكثر |
الْفِرْيَابِيُّ | محمد بن يوسف الفريابي / ولد في :120 / توفي في :212 | ثقة |
وَعَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ | عمرو بن ثور الجذامي | مجهول الحال |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ | إبراهيم بن معاوية القيسراني | مجهول الحال |
أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ يَحْيَى الْقَيْسَرَانِيُّ الْبَزَّارُ | الحسن بن مروان القيسراني | مجهول الحال |
أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ بْنِ يَحْيَى الإِشْبيلِيُّ الشَّاهِدُ | أحمد بن محمد الإشبيلي | ثقة |