باب ذكر الاية التي هي تتمة العشرين من هذه السورة


تفسير

رقم الحديث : 329

كَمَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ سورة التوبة آية 28 " يُرِيدُ الْحَرَمَ كُلَّهُ " . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا سورة التوبة آية 28 يَعْنِي سَنَةَ تِسْعٍ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً سورة التوبة آية 28 قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " قَالُوا : إِذَا لَمْ يَحُجَّ الْكُفَّارُ خِفْنَا الْفَقْرَ إِذَا قَلَّ مَنْ نُبَايِعُهُ " وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي حُكْمِ هَذِهِ الآيَةِ وَفِي دُخُولِ الْمُشْرِكِينَ الْحَرَمَ وَسَائِرَ الْمَسَاجِدِ , فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ : يُمْنَعُ الْمُشْرِكُونَ كُلُّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ دُخُولِ الْحَرَمِ وَمِنْ دُخُولِ كُلِّ الْمَسَاجِدِ وَهُوَ قَوْلُ قَتَادَةَ قَالَ : لأَنَّهُمْ نَجَسٌ , قَالَ : " وَقِيلَ لَهُمْ نَجَسٌ لأَنَّهُمْ لَا يَسْتَحِمُّونَ مِنْ جَنَابَةٍ , وَكَذَا لَا يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ جُنُبٌ " فَهَذَا قَوْلٌ , وَقَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : " يُمْنَعُ الْمُشْرِكُونَ جَمِيعًا مِنْ دُخُولِ الْحَرَمِ وَلا يُمْنَعُونَ مِنْ دُخُولِ سَائِرِ الْمَسَاجِدِ " . وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ ، وَيَعْقُوبُ ، وَمُحَمَّدٌ ، وَزُفَرُ : " لَا يَمْنَعُ الْيَهُودَ وَلا النَّصَارَى مِنْ دُخُولِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَلا مِنْ سَائِرِ الْمَسَاجِدِ , لأَنَّ الْمُشْرِكِينَ هُمْ أَهْلُ الأَوْثَانِ " فَجَعَلُوا قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ سورة التوبة آية 28 مَخْصُوصًا بِهِ مَنْ لَا كِتَابَ لَهُ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَهَذَا الْقَوْلُ فِي كِتَابِ اللَّهِ نَصًّا مَا يَدُلُّ عَلَى خِلافِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ سورة التوبة آية 29-31 فَهَذَا شَيْءٌ قَاطِعٌ , وَإِنْ أَشْكَلَ عَلَى أَحَدٍ أَنَّهُمْ لَمْ يَجْعَلُوا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَرِيكًا , فَكَيْفَ يُقَالُ لَهُمُ الْمُشْرِكُونَ ؟ قِيلَ لَهُ : لِهَذَا نَظَائِرُ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ يَعْرِفُهَا أَهْلُ اللُّغَةِ وَيَحْتَاجُ النَّاسُ جَمِيعًا إِلَى مَعْرِفَتِهَا , وَهِيَ الأَسْمَاءُ الدِّيَانِيَّةُ , وَذَلِكَ أَنَّهُ يُقَالُ آمَنَ بِكَذَا إِذَا صَدَّقَ ثُمَّ قِيلَ مُؤْمِنٌ لِمَنْ صَدَّقَ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهُوَ اسْمٌ دِيَانِيٌّ , وَكَذَا مُنَافِقٌ اسْمٌ وَقَعَ بَعْدَ الإِسْلامِ , وَكَذَا لِكُلِّ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ خَمْرٌ , اسْمٌ إِسْلامِيٌّ كَمَا صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ " وَكَذَا كُلُّ مَنْ كَفَرَ بِمُحَمَّدٍ مُشْرِكٌ ، وَفِي هَذَا قَوْلٌ آخَرُ كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ الزَّجَاجُ يُخَرِّجُهُ عَلَى أُصُولِ الاشْتِقَاقِ الْمَعْرُوفَةِ قَالَ : لَمَّا كَانَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَاءَ مِنَ الْبَرَاهِينَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَانَ مَنْ كَفَرَ بِهِ قَدْ نَسَبَ مَا لَا يَكُونُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِلَى غَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ مُشْرِكًا ، وَقَدْ أُدْخِلَتِ الآيَةُ الرَّابِعَةُ فِي النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.