وقُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ حَبِيبَةَ ابْنَةَ مَيْسَرَةَ ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " عَنِ الْغُلامِ ، شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ " . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَهَذَا فِعْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْلُهُ , ثُمَّ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ , فَمِنَ الصَّحَابَةِ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَابْنُ عُمَرَ ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍ وَسَمُرَةَ , وَفَاطِمَةُ , وَعَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَمِنَ التَّابِعِينَ الْقَاسِمُ ، وَعُرْوَةُ ، وَيَحْيى الْأَنْصَارِيُّ ، وَعَطَاءٌ , قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ : هُوَ الْأَمْرُ الَّذِي لَا اخْتِلافَ فِيهِ عِنْدَنَا , وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ ، وَأَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ ، وَأَبِي ثَوْرٍ إِلَّا أَنَّ مَالِكًا رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ : شَاةٌ عَنِ الْغُلامِ وَشَاةٌ عَنِ الْجَارِيَةِ , وَالشَّافِعِيُّ وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ عَلَى حَدِيثِ أُمِّ كُرْزٍ , وَالْحُجَّةُ لِمَالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ الْحَدِيثُ , أَنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَقَّتْ عَنِ الْحَسَنِ ، وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِكَبْشَيْنِ " وَأَمَّا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ فَإِنَّهُ قَالَ " الْعَقِيقَةُ وَاجِبَةٌ عَلَى الرَّجُلِ , إِنْ لَمْ يُعَقَّ عَنْهُ عَقَّ عَنْ نَفْسِهِ " وَهِيَ عِنْدَ غَيْرِهِ بِمَنْزِلَةِ الضَّحِيَّةِ مَنْدُوبٌ إِلَيْهَا إِلَّا أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ قَالَ : الضَّحِيَّةُ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مَنْ وَجَدَ إِلَيْهَا سَبِيلا , وَعَلَى الرَّجُلِ أَنْ يُضَحِّيَ عَنْ وَلَدِهِ ، وَخَالَفَهُ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَاحْتَجُّوا بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُوجِبْهَا فِي كِتَابِهِ وَلا أَوْجَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنَّ حَدِيثَ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ يُتَأَوَّلُ فِيهِ أَنَّهُ أَوْجَبَهَا عَلَى نَفْسِهِ , وَقَدِ احْتَجَّ الشَّافِعِيُّ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ رَأَى هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ فَأَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَلا يَحْلِقْ لَهُ شَعْرًا وَلا يُقَلِّمْ لَهُ ظُفْرًا " فَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَرَادَ " يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مُخَيَّرٌ إِنْ شَاءَ فَعَلَ وَإِنْ شَاءَ لَمْ يَفْعَلْ , وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَمْ يَكُونَا يُضَحِّيَانِ مَخَافَةَ أَنْ يَتَوَهَّمَ النَّاسُ أَنَّ ذَلِكَ وَاجِبٌ , وَكَذَا قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَبِلالٍ ، وَابْنِ عُمَرَ خَمْسَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ لَمْ يُوجِبُوا الضَّحِيَّةَ , قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ : " مُتَكَافِئَتَانِ مُشْتَبِهَتَانِ يُذْبَحَانِ جَمِيعًا " ، وَقَالَ أَحْمَدُ : " مُكَافَأَتَانِ مُتَسَاوِيَتَانِ " , وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ : " أَصْلُ الْعَقِيقَةِ الشَّعْرُ الَّذِي يُولَدُ الْمَوْلُودُ وَهُوَ عَلَى رَأْسِهِ , وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْبَهَائِمِ , فَقِيلَ عَقِيقَةٌ لأَنَّهَا إِذَا ذُبِحَتْ حُلِقَ ذَلِكَ الشَّعْرُ " , وَأَنْكَرَ أَحْمَدُ هَذَا الْقَوْلَ وَقَالَ : " الذَّبِيحَةُ الْعَقِيقَةُ " . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَالَّذِي قَالَ أَحْمَدُ : " لَا يَمْتَنِعُ فِي اللُّغَةِ لأَنَّهُ يُقَالُ عَقَّ إِذَا قَطَعَ , وَمِنْهُ عَقَّ فُلانٌ وَالِدَيْهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أُمِّ كُرْزٍ | أم كرز الخزاعية | صحابي |
حَبِيبَةَ ابْنَةَ | حبيبة بنت ميسرة الفهرية | مقبول |
عَطَاءٍ | عطاء بن أبي رباح القرشي / ولد في :26 / توفي في :114 | ثبت رضي حجة إمام كبير الشأن |
عَمْرٍو | عمرو بن دينار الجمحي / ولد في :46 / توفي في :126 | ثقة ثبت |
ابْنُ عُيَيْنَةَ | سفيان بن عيينة الهلالي | ثقة حافظ حجة |
أَبِيهِ | عمرو بن خالد الحراني / توفي في :229 | ثقة |
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ | محمد بن عمرو الحراني / توفي في :292 | مجهول الحال |