تفسير

رقم الحديث : 49

وَأَنْشَدَنِي أَيْضًا قَالَ : أَنْشَدَنِي الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَلامَةُ الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الشَّيْخِ حَمْدَانَ الشَّافِعِيُّ الْمُؤَذِّنُ بِالأَزْدِ ...... وَذَلِكَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ : سَفَحْتُ عَلَى خَدِّي مِنَ عَبَرَاتِي عَسَاكُمْ تُقِيلُوا سَادَتِي عَثَرَاتِي رَفَعْتُ إِلَيْكُمْ قِصَّتِي عَلَى غُصَّتِي تَزُولُ وَأَجْنِي لِلرِّضَا الثَّمَرَاتِ فَوَقَعْتُمُوا لِي بِالْقَطِيعَةِ وَالْجَفَى وَقُلْتُمْ : دَعُوهُ سَائِلَ الْعَبَرَاتِ أَلَمْ يُلْهِهِ عَنَّا سِوَانَا كَأَنَّنَا غَفَلْنَا وَحَاشَانَا مِنَ الْغَفَلاتِ لَقَدْ كَانَ يَتْلُو ذِكْرَنَا مُتَلَذِّذًا وَيُشْهِرُنَا فِي خَلْوَةِ الْخَلَوَاتِ فَأَصْبَحَ مَشْغُوفًا بِسُعْدَى وَجَوْذَرٍ وَوَعْدٍ ولُبْنَى مُقْعَدَ الْعَزَمَاتِ فَإِنْ رُمْتُ أَنْ تَرْضَى وَنَرْضَى وَنَلْتَقِي وَتَحْظَى بِنَيْلِ الأَمْنِ فِي الْغُرُفَاتِ فَلا تُسْعِدَنْ سُعْدَى بِوَصْلٍ وَلا تَكُنْ مُجَامِلَ جُمْلٍ وَاهْجُرِ الْقَذِرَاتِ وَقُمْ فِي الدَّيَاجِي خَاضِعًا مُتَذَلِلًا حَقِيرًا سَئُولًا سَائِلَ الْعَبَرَاتِ وَقُلْ فَارْحَمُوا ذُلِّي لَدَيْكُمْ وَفَاقَتِي فَأَنْتُمْ أُولُو الْمَعْرُوفِ وَالصَّدَقَاتِ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ بِحَلَبَ الْمَحْرُوسَةِ مِنْ جَمَاعَةٍ فِيهِمُ الإِمَامُ كَمَالُ الدِّينِ عُمَرُ بْنُ الْعَجَمِيِّ ، وَشِهَابُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْحَرَّانِيُّ ، وَابْنُ عَمِّهِ شَرَفُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ .... وَغَيْرُهُمْ وَرَحَلَ إِلَى الْقَاهِرَةِ .... الإِمَام أَبِي حَفْصٍ الْبَلْقِينِيِّ ، وَالْعَلامَةِ جَمَالِ الدِّينِ الأَسْنَوِيِّ ، وَالشَّيْخِ وَلِيِّ الدِّينِ الْمَنْفَلُوطِيِّ الشَّافِعِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ ، وَسَمِعَ بِالْقَاهِرَةِ الْمَحْرُوسَةِ أَيْضًا وَغَيْرِهَا ، وَرَجَعَ إِلَى حَلَبَ الْمَحْرُوسَةِ ، وَقَدْ حَصَّلَ طَرَفًا مِنْ كُلِّ عِلْمٍ وَاشْتَغَلَ بِحَلَبَ الْمَحْرُوسَةِ وَدَرَسَ بِالْمَدْرَسَةِ الأَحْمَدِيَّةِ ، ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ الشَّافِعِيَّةِ بِحَلَبَ الْمَحْرُوسَةِ ثُمَّ الْخَطَابَةَ ، وَكَانَ قَاضِيًا فَاضِلا دَيِّنًا عَفِيفًا خَيِّرًا كَثِيرَ الْحَيَاءِ لا يُوَاجِهُ أَحَدًا بِمَكْرُوهٍ ، وَدَرَسَ بِالْمَدْرَسَةِ الْعَصْرُونِيَّةِ وَالسُّلْطَانِيَّةِ ، وَحَدَّثَ بِحَلَبَ الْمَحْرُوسَةِ ، وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَامِنَ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ بِأَرِيحَا ، ثُمَّ نُقِلَ إِلَى حَلَبَ فَدُفِنَ بِهَا خَارِجَ بَابِ الْمَقَامِ بِحِصْنِ المِعْمَارِيةِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى .

الرواه :

الأسم الرتبة