تفسير

رقم الحديث : 1

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ الْكُوفِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ عَلَى بَابِ دَارِهِ ، أبنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الصَّلْتِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ ، قَالَ : أبنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السَّمَّاكِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ ، أبنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ بِسُرَّ مَنْ رَأَى سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَهُوَ ابْنُ زُبَالَةَ ، حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ : عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَأُسَامَةُ بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ . وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ . وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ . وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ عَلَى بَعْضٍ ، وَإِلَى كُلٍّ قَدْ أُسْنِدَتْ ، حَدِيثُهُمْ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا اسْتَوَى وَبَلَغَ أَشُدَّهُ ، وَلَيْسَ لَهُ كَثِيرُ مَالٍ اسْتَأْجَرَتْهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ إِلَى سُوقِ حُبَاشَةَ ، وَاسْتَأْجَرَتْ مَعَهُ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا رَأَيْتُ صَاحِبَةً خَيْرًا مِنْ خَدِيجَةَ ، مَا كُنَّا نَرْجِعُ أَنَا وَصَاحِبِي إِلا وَعِنْدَهَا تُحْفَةٌ مِنْ طَعَامٍ تَخْبَؤُهُ لَنَا " . قَالَ اللَّيْثُ فِي حَدِيثِهِ : اسْتَأْجَرَتْهُ بِسَقْبٍ يَدْفَعُهُ إِلَيْهِ غُلامُهَا مَيْسَرَةُ إِذَا رَجَعَ مِنْ سَفَرِهِ . فَرَأَى مَيْسَرَةُ مِنْ يُمْنِهِ وَخُلُقِهِ وَالْبَرْكَةِ فِي سَفَرِهِ ، وَالزِّيَادَةِ فِي الرِّبْحِ مَا اشْتَدَّ بِهِ حُبُّهُ إِيَّاهُ ، فَقَدِمَ وَهُوَ يَهْتِفُ بِهِ ، فَسَبَقَ إِلَى خَدِيجَةَ فَأَخْبَرَهَا خَبَرَ مَا أَصَابَ مِنَ الظَّفَرِ وَالرِّبْحِ ، وَمَا رَأَى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : فَأَرِنِيهِ ، فَلَمَّا أَقْبَلَتِ الْعِيرُ أَشَارَ لَهَا إِلَيْهِ ، وَإِذَا سَحَابَةٌ تُظِلُّهُ ، وَتَسِيرُ مَعَهُ . فَأَمَرَتْ لَهُ بِسَقْبٍ آخَرَ ، وَعَلِقَهُ قَلْبُهَا لِمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَا مِنَ السَّعَادَةِ ، وَقَالَ هِشَامٌ فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِيهِ : اسْتَأَجْرَتَهُ إِلَى الشَّامِ ، وَخَرَجَ مَعَهُ غُلامُهَا مَيْسَرَةُ حَتَّى قَدِمَا الشَّامَ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ظِلِّ شَجَرَةِ صَوْمَعَةٍ قَرِيبًا مِنْ رَاهِبٍ ، فَاطَّلَعَ الرَّاهِبُ إِلَى مَيْسَرَةَ وَقَالَ : مَنْ نَزَلَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ؟ فَقَالَ : رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ . قَالَ : مَا نَزَلَ تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ قَطُّ إِلا نَبِيٌّ ، قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَتِ الظَّهِيرَةُ ، وَاشْتَدَّ الْحَرُّ لَمْ يَزَلْ مَلَكَانِ يُظِلَّانِهِ مِنَ الشَّمْسِ . فَلَمَّا قَدِمَ مَيْسَرَةُ عَلَى خَدِيجَةَ أَخْبَرَهَا بِقَوْلِ الرَّاهِبِ ، وَمَا رَأَى مِنَ الْمَلَكَيْنِ ، فَبَعَثَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت : يَا ابْنَ عَمِّ إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِيكَ ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فِي حَدِيثِهِ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَلَمَّا قَدِمْتُ مِنْ سُوقِ حُبَاشَةَ قُلْتُ لِصَاحِبِي : انْطَلِقْ بِنَا نَتَحَدَّثُ عِنْدَ خَدِيجَةَ ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَتَحَدَّثُ عِنْدَهَا إِذْ دَخَلَتْ عَلَيْنَا منتشية مُسْتَنْشِئَةٌ مِنْ مُوَلَّدَاتِ قُرَيْشٍ ، فَقَالَتْ : مُحَمَّدٌ هَذَا ؟ وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ إِنْ جَاءَ لَخَاطِبًا ، فَقُلْتُ : كَلا فَلَمَّا خَرَجْتُ أَنَا وَصَاحِبِي ، قَالَ : أَمِنْ خِطْبَةِ خَدِيجَةَ تَسْتَحْيِي ؟ فَوَاللَّهِ مَا مِنْ قُرَشِيَّةٍ إِلا تَرَاكَ لَهَا كُفُوًا ، فَرَجِعْتُ إِلَيْهَا مَرَّةً أُخْرَى أَنَا وَصَاحِبِي ، فَجَاءَتْ تِلْكَ الْوَلِيدَةُ ، فَقَالَتْ مِثْلَ قَوْلِهَا الأَوَّلِ ، فَقُلْتُ : أَجَلْ ، عَلَى اسْتِحْيَاءٍ . فَلَمْ تَعْصِنَا خَدِيجَةُ وَلا أُخْتُهَا " ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَبِيهَا خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ ، وَهُوَ ثَمِلٌ مِنَ الشَّرَابِ ، فَقَالَتْ : هَذَا ابْنُ أَخِيكَ مُحَمَّدٌ يَخْطُبُ خَدِيجَةَ ، وَقَدْ رَضِيتُ ، فَدَعَاهُ ، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَأَنْكَحَهُ . فَخَلَّقَتْ أَبَاهَا ، وَحَلَّتْ عَلَيْهِ حُلَّةً ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا ، فَلَمَّا صَحَا الشَّيْخُ مِنْ سُكْرِهِ ، قَالَ : مَا هَذَا الْخَلُوقُ ، وَمَا هَذِهِ الْحُلَّةُ ؟! قَالَتْ أُخْتُ خَدِيجَةَ : كَسَاكَهَا ابْنُ أَخِيكَ مُحَمَّدٌ ، زَوَّجْتَهُ خَدِيجَةَ ، وَقَدْ بَنَا بِهَا ! فَأَنْكَرَ الشَّيْخُ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى أَنْ سَلَّمَ ، وَاسْتَحْيَا . وَطَفِقَتْ رُجَّازٌ مِنْ قُرَيْشٍ تَقُولُ : لا تَزْهَدِي خَدِيجُ فِي مُحَمَّدْ جلدٌ يُضِيءُ كَضِيَاءِ الْفَرْقَدْ قَالَتْ : فَلَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَعَ خَدِيجَةَ حَتَّى وَلَدَتْ لَهُ بَعْضَ بَنَاتِهِ ، وَكَانَ لَهَا وَلَهُ : الْقَاسِمُ . وَوَلَدَتْ لَهُ بَنَاتَهُ الأَرْبَعَ : زَيْنَبَ ، وَفَاطِمَةَ ، وَرُقَيَّةَ ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ . قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ : فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُمُومَتِهِ فَذَكَرَ لَهُمْ مَا قَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ ، فَخَرَجَ مَعَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَمِّهَا عَمْرِو بْنِ أَسَدٍ ، فَزَوَّجَهُ ، فَوَلَدَتْ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ وَلَدَهُ كُلَّهُمْ : الْقَاسِمَ ، وَالطَّاهِرَ ، وَالطَّيِّبَ ، وَرُقَيَّةَ ، وَزَيْنَبَ ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ ، وَفَاطِمَةَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ

ثقة ثبت فقيه إمام مشهور

وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ

ثقة حافظ

ابْنِ شِهَابٍ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

مَعْمَرٍ

ثقة ثبت فاضل

وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ

ثقة حافظ

ابْنِ شِهَابٍ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

يُونُسَ

ثقة

وَأُسَامَةُ بْنُ حَفْصٍ

صدوق حسن الحديث

هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ

ثقة إمام في الحديث

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ

صدوق حسن الحديث

مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَهُوَ ابْنُ زُبَالَةَ

كذاب

الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ

ثقة

أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.