تفسير

رقم الحديث : 42

أنبا مُحَمَّدٌ ، أنبا الزُّبَيْرُ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مَشْيَخَتِهِمْ ، قَالُوا : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْجَبًا بِمَارِيَةَ ، وَكَانَتْ بَيْضَاءَ جَعِدَةً جَمِيلَةً ، فَأَنْزَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَالِيَةِ بِالْقَفِّ ، فِي الْمَالِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ " مَشْرَبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ " ، كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهَا هُنَاكَ ، وَضَرَبَ عَلَيْهَا الْحِجَابَ ، وَكَانَ يَطَؤُهَا فَحَمَلَتْ ، فَوَضَعَتْ هُنَاكَ إِبْرَاهِيمَ ابْنَهَا ، وَكَانَتْ قَابِلُتَها سَلْمَى مَوْلاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةَ أَبِي رَافِعٍ ، فَأَخْبَرَتْهُ فَخَرَجَ ، فَبَشَّرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَهَبَ لَهُ عَبْدًا ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ سَابِعِهِ عَقَّ عَنْهُ بِكَبْشٍ ، وَحَلَقَ رَأْسَهُ ، حَلَقَهُ أَبُو هِنْدٍ ، وَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ ، وَتَصَدَّقَ بِوَزْنِ شَعَرِهِ عَلَى الْمَسَاكِينِ وَرِقًا ، وَأَخَذُوا شَعَرَهُ فَجَعَلُوهُ فِي الأَرْضِ مَدْفُونًا . فَتَنَافَسَتْ فِيهِ نِسَاءُ الأَنْصَارِ ، مَنْ يُرْضِعُهُ مِنْهُنَّ ، وَأَحَبُّوا أَنْ يُفَرِّغُوا مَارِيَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ هَوَاهُ فِيهَا . وَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِطْعَةً مِنْ غَنَمٍ صَارَتْ تَرْعَاهَا بِالْقَفِّ ، وَلِقَاحٌ بِذِي الْجَدرِ تَرُوحُ عَلَيْهَا ، وَكَانَتْ تُؤْتَى بِلَبَنِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ فَتَشْرَبَ مِنْهُ ، وَتَسْقِي ابْنَهَا ، فَكَانَ جِسْمُهَا وَجِسْمُ ابْنِهَا حَسَنًا . فَجَاءَتْ أُمُّ بُرْدَةَ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَزَوَّجَهَا الْبَرَاءَ بْنَ أَوْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ ، فَكَلَّمَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُرْضِعَ إِبْرَاهِيمَ ، فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ ، فَكَانَتْ تُرْضِعُهُ بِلَبَنِ ابْنِهَا ، فَكَانَ عِنْدَهُمْ فِي بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَتَرْجِعُ بِهِ إِلَى أُمِّهِ مَارِيَةَ ، وَيَأْتِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ أُمِّ بُرْدَةَ فَيَقِيلُ عِنْدَهَا ، وَيُؤْتَى بِإِبْرَاهِيمَ إِلَيْهِ . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُلُّهُ بِهِ ، وَأَعْطَى أُمَّ بُرْدَةَ قِطْعَةً مِنْ نَخْلٍ فَنَاقَلَتْ بِهَا إِلَى مَالِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ . وَتُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ فِي بَنِي مَازِنٍ عِنْدَ أُمِّ بُرْدَةَ ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ لَهُ مُرْضِعَةً تُتِمُّ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ " . وَغَسَّلَتْهُ أُمُّ بُرْدَةَ ، وَحُمِلَ مِنْ بَيْتِ أُمِّ بُرْدَةَ عَلَى سَرِيرٍ صَغِيرٍ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَقِيعِ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيْنَ تَدْفِنُهُ ؟ قَالَ : " عِنْدَ فَرَطِنَا عُثَمْانَ بْنِ مَظْعُونٍ " . وَكَانَ عُثْمَانُ أَوَّلَ مَنْ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ . وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَارِيَةُ فِي مُلْكِهِ ، فَعُتِقَتْ فَاعْتَدَّتْ عَلَيْهِ ثَلاثَ حِيَضٍ بَعْدَهُ . وَكَانَتْ فِي مَشْرَبَتِهَا يُنْفِقُ عَلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ ، ثُمَّ وَلِيَ عُمَرُ فَكَانَ يَصْنَعُ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى تُوُفِّيَتْ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ عُمَرَ لِسَنَتَيْنِ مِنَ خِلافَتِهِ ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَرُؤِيَ عُمَرُ يَحْشُرُ النَّاسَ إِلَى شُهُودِهَا . ثُمَّ حَمَلُوهَا مِنْ مَنْزِلِهَا حَتَّى وَضَعُوهَا بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا عُمَرُ ، وَقَبَرُوهَا بِالْبَقِيعِ . .

الرواه :

الأسم الرتبة
مَشْيَخَتِهِمْ

وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَيُّوبَ

صدوق حسن الحديث

إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ

مقبول

مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ

صدوق حسن الحديث

مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ

كذاب

الزُّبَيْرُ

ثقة

مُحَمَّدٌ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.