تفسير

رقم الحديث : 44

وبالإسناد إلى وبالإسناد إلى ابن بشران ، حدثنا أحمد بن سليمان إملاء ، قال : قرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمع ، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي قال : حدثني فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن ضبة بن محصن العنزي ، قال : كان علينا أبو موسى أميرا بالبصرة ، وكان إذا خطب حمد الله عز وجل وأثنى عليه ، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم بدأ يدعوا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : فغاظني ذلك منه ، فقمت إليه وقلت له : أين أنت عن صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه ؟ ! تفضله عليه ؟ ! قال : فصنع ذلك ثلاث جمع وأنا أقول له ، فكتب إلى عمر رضي الله عنه يشكوني ويقول : إن ضبة بن محصن العنزي يتعرض لي في خطبتي ، فكتب إليه عمر رضي الله عنه أن أشخصه إلي ، قال فشخصني إليه فقدمت على عمر رضي الله عنه ، فضربت عليه الباب فخرج إلي ، فقال : من أنت ؟ فقلت : أنا ضبة بمحصن العنزي . قال : فلا مرحبا ولا أهلا . قال : قلت : أما المرحب فمن الله عز وجل ، وأما الأهل فلا أهل ولا مال ، فبماذا يا عمر استحللت إشخاصي من مصري بلا ذنب أذنبته ؟ ! قال : ما الذي شجر بينك وبين عاملك ؟ قال : قلت : الآن أخبرك يا أمير المؤمنين . كان إذا خطبنا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم بدأ يدعو لك ، فغاظني ذلك منه . قال : فقمت إليه وقلت له : أين أنت عن صاحبه أبي بكر رضي الله عنه تفضله عليه ؟ ! فصنع ذلك ثلاث جُمع ، ثم كتب إليك يشكوني . قال : فاندفع عمر رضي الله عنه باكيا ، فجعلت أرثي له ، ثم قال : أنت والله أوثق منه وأرشد ، فهل أنت غافر لي ذنبي يغفر الله لك ؟ ! قال : قلت : غفر الله لك يا أمير المؤمنين . ثم اندفع باكيا وهو يقول : والله لليلة من أبي بكر رضي الله عنه ويوم خير من عمر وآل عمر ، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه ؟ قال : قلت : نعم يا أمير المؤمنين . قال : أما ليلته ، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هاربا من أهل مكة ، خرج ليلا ، فتبعه أبو بكر رضي الله عنه ، فجعل يمشي مرة أمامه ، ومرة خلفه ، ومرة عن يمينه ، ومرة عن يساره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا بكر ما أعرف هذا من فعلك " ! قال : يا رسول الله ! أذكر الرصد فأكون أمامك ، وأذكر الطلب فأكون خلفك ، ومرة عن يمينك ، ومرة عن يسارك ، لا آمن عليك . قال : فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه ، فلما رآها أبو بكر قد حفيت حمله على كاهله ، وجعل يشتد به حتى أتى به الغار ، فأنزله ، ثم قال : والله لا تدخله حتى أدخله ، فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك ، فدخل فلم ير شيئا ، فحمله ، وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعي ، فخشي أبو بكر رضي الله عنه أن يخرج منه شيء يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فألقمه قدمه ، فجعلن يضربنه أو يلسعنه الحيات والأفاعي ، وجعلت دموعه تتحادر ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له : " يا أبا بكر ! لا تحزن إن الله معنا " . فأنزل الله سكينته - طمأنينته - لأبي بكر رضي الله عنه ، فهذه ليلته . وأما يومه ، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب ، وقال بعضهم : نصلي ولا نزكي ، وقال بعضهم : نزكي ولا نصلي ، فأتيته - ولا آلوه نصحا - فقلت : يا خليفة رسول الله ! تألف الناس وارفق بهم ، فقال : جبار في الجاهلية خوار في الإسلام ؟ ! فبماذا أتألفهم بشعر مفتعل أم بقول مفترى ؟ ! قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي ، والله لو منعوني عناقا كانوا يعطون رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه . قال : فقاتلنا معه ، وكان والله رشيد الأمر ، فهذا يومه ، وكتب إلى أبي موسى يلومه . قلت : فثبت بما أوردناه من صحيح الأخبار وصريح الآثار ؛ كمال فضيلته ، وصحة خلافته ، وانعقاد الإجماع على مبايعته ، وانقيادهم لمتابعته ، وانتظام الأمور بحسن سيرته ، وصدق سريرته . .

الرواه :

الأسم الرتبة
ضبة بن محصن العنزي

صدوق حسن الحديث

ميمون بن مهران

ثقة فقيه وكان يرسل

فرات بن السائب

متروك الحديث

عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي

متهم بالوضع

يحيى بن جعفر

صدوق حسن الحديث

أحمد بن سليمان

صدوق حسن الحديث

ابن بشران

ثقة ثبت

Whoops, looks like something went wrong.