حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحِمْصِيُّ ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ حَدَّثَهُ ، ثنا شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ ، قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! كَيْفَ أُسْرِيَ بِكَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِكَ ؟ قَالَ : صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي صَلاةَ الْعَتَمَةِ بِمَكَّةَ مُعْتِمًا ، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ بِدَابَّةٍ بَيْضَاءَ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ ، فَاسْتَصْعَبَ عَلَيَّ فَأَدَارَهَا بِأُذُنِهَا حَتَّى حَمَلَنِي عَلَيْهَا ، فَانْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا تَضَعُ حَافِرَهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى أَرْضٍ ذَاتِ نَخْلٍ ، قَالَ : انْزِلْ ، فَنَزَلْتُ ، قَالَ : صَلِّ فَصَلَّيْتُ ، ثُمَّ رَكِبْنَا ، قَالَ لِي : أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : صَلَّيْتَ بِيَثْرِبَ ، صَلَّيْتَ بِطِيبَةَ ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ تَهْوِي تَضَعُ حَافِرَهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا حَتَّى بَلَغْنَا أَرْضًا بَيْضَاءَ ، قَالَ لِي : انْزِلْ ، قَالَ : فَنَزَلْتُ ، ثُمَّ قَالَ لي : صَلِّ ، فَصَلَّيْتُ ، ثُمَّ رَكِبْنَا ، قَالَ : أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : صَلَّيْتَ بِمَدْيَنَ ، صَلَّيْتَ عِنْدَ شَجَرَةِ مُوسَى ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا تَضَعُ حَافِرَهَا ، أَوْ يَقَعُ حَافِرُهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا ، ثُمَّ ارْتَفَعْنَا ، فَقَالَ : انْزِلْ ، فَنَزَلْتُ ، فَقَالَ : صَلِّ ، فَصَلَّيْتُ ، ثُمَّ رَكِبْنَا ، فَقَالَ : تَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : صَلَّيْتَ بِبَيْتِ لَحْمٍ حَيْثُ وُلِدَ عِيسَى الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ مِنْ بَابِهَا الثَّامِنِ ، فَأَتَى قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ ، فَرَبَطَ دَابَّتَهُ ، وَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ مِنْ بَابٍ فِيهِ تَمِيلُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ، فَصَلَّيْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ هَكَذَا قَالَ ابْنُ زِبْرِيقٍ ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ ، فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ وَفِي الآخَرِ عَسَلٌ ، أُرْسِلَ إِلَيَّ بِهِمَا جَمِيعًا ، فَعَدَلْتُ بَيْنَهُمَا ثُمَّ هَدَانِي اللَّهُ ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُ حَتَّى فَرَغَتْ بِهِ جُبِّي وَبَيْنَ يَدَيَّ شَيْخٌ مُتَّكِئٌ ، فَقَالَ : أَخَذَ صَاحِبُكَ بِالْفِطْرَةِ ، أَوْ قَالَ الْفِطْرَةَ ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ الْوَادِيَ الَّذِي بِالْمَدِينَةِ فَإِذَا جَهَنَّمُ تَنْكَشِفُ عَنْ مِثْلِ الزَّرْبَى ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَجَدْتَهَا ؟ قَالَ : مِثْلَ وَذَكَرَ شَيْئًا ذَهَبَ عَنِّي ، ثُمَّ مَرَرْنَا بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا قَدْ أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : هَذَا صَوْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ أَتَيْتُ أَصْحَابِي قَبْلَ الصُّبْحِ بِمَكَّةَ ، فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ كُنْتَ اللَّيْلَةَ ؟ فَقَدِ الْتَمَسْتُكَ فِي مَكَانِكَ فَلَمْ أَجِدْكَ ، فَقَالَ : إِنِّي أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ اللَّيْلَةَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّهُ مَسِيرَةُ شَهْرٍ فَصِفْهُ لِي ، فَفُتِحَ لِي شِرَاكٌ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ ، لا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلا أَنْبَأْتُهُمْ عَنْهُ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : انْظُرُوا إِلَى ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ ، يَزْعُمُ أَنَّهُ أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ اللَّيْلَةَ ، فَقَالَ : " نَعَمْ ، وَقَدْ مَرَرْتُ بِعِيرٍ لَكُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا قَدْ أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا وَإِنَّ مَسِيرَهُمْ لَكُمْ يَنْزِلُونَ بِكَذَا ، ثُمَّ يَأْتُونَكُمْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، يَقْدُمُهُمْ جَمَلٌ آدَمُ عَلَيْهِ مِسْحٌ أَسْوَدُ ، وَغِرَارَتَانِ سَوْدَاوَتَانِ " ، فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَشْرَفَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ ، حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ أَقْبَلَتِ الْعِيرُ يَقْدُمُهُمْ ذَلِكَ الْجَمَلُ ، الَّذِي وَصَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ الْبَزَّارُ : لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ شَدَّادٍ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ | شداد بن أوس الأنصاري | صحابي |
جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ | جبير بن نفير الحضرمي | ثقة |
الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ | الوليد بن عبد الرحمن الجرشي | ثقة |
الزُّبَيْدِيِّ | محمد بن الوليد الزبيدي / ولد في :76 / توفي في :146 | ثقة ثبت |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ | عبد الله بن سالم الأشعري / توفي في :179 | ثقة رمي بالنصب |
عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ | عمرو بن الحارث الزبيدي | مقبول |
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحِمْصِيُّ | إسحاق بن زبريق الزبيدي | صدوق يهم كثيرا |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ | عبد الله بن شبويه المروزي / ولد في :198 / توفي في :275 | ثقة |