حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، ثنا عُثْمَان بْن عُمَرَ ، ثنا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ اجْتَوَيْنَاهَا ، وَأَصَابَنَا فِيهَا وَعْكٌ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَبَّرُ عَنْ قُرَيْشٍ ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ قَدْ نَزَلُوا بَدْرًا ، وَهِيَ بِئْرٌ ، فَأَرْسَلَ رَجُلَيْنِ ، أَحَدُهُمَا الزُّبَيْرُ ، وَالآخَرُ : يَرَى أَبُو إِسْحَاق أَنَّهُ عَلِيٌّ ، فَأَصَابُوا رَجُلَيْنِ ؛ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَمَوْلًى لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ، فَانْفَلَتَ الْقُرَشِيُّ وَجَاءُوا بِالْمَوْلَى ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ : كَمِ الْقَوْمُ ؟ أَوْ كَمْ هُمْ ؟ فَيَقُولُ : هُمْ وَاللَّهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ ، وَشَدِيدٌ بَأْسُهُمْ ، حَتَّى أَتَوْا بِهِ رَسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : " كَمْ يَنْحَرُ الْقَوْمُ كُلَّ يَوْمٍ ؟ " قَالَ : عَشْرُ جَزَائِرَ ، قَالَ : " جَزُورٌ لِمِائَةٍ ، الْقَوْمُ أَلْفٌ " ، قَالَ : فَأَصَابَنَا مِنَ اللَّيْلِ طَشٌّ ، فَتَفَرَّقْنَا تَحْتَ الشَّجَرِ وَالْجَحَفِ ، وَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَتَهُ يَدْعُو ، وَيَقُولُ : " اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكَ هَذِهِ الْعُصَابَةَ لا تُعْبَدُ فِي الأَرْضِ " ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ ، قَالَ : " الصَّلاةَ عِبَادَ اللَّهِ " ، فَأَقْبَلْنَا مِنْ تَحْتِ الشَّجَرِ وَالْجَحَفِ ، فَحَثَّ أَوْ حَطَّ عَلَى الْقِتَالِ ، فَقَالَ : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى صَرْعَاهُمْ ، فَلَمَّا دَنَا الْقَوْمُ إِذَا رَجُلٌ يَسِيرُ فِي الْقَوْمِ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلزُّبَيْرِ : " نَادِ بَعْضَ أَصْحَابِكَ ، فَسَلْهُ مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ الأْحَمْرِ ؟ فَإِنْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ يَأْمُرُ بِخَيْرٍ فَهُوَ " ، فَسَأَلَ الزُّبَيْرُ : مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ الأَحْمَرِ ؟ قَالُوا : عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَهُوَ يَنْهَى عَنِ الْقِتَالِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا قَوْمُ ، إِنِّي أَرَى قَوْمًا مُسْتَمِيتِينَ ، وَاللَّهِ مَا أَظُنُّ أَنْ تَصِلُوا إِلَيْهِمْ حَتَّى تَهْلِكُوا ، قَالَ : فَلَمَّا بَلَغَ أَبَا جَهْلٍ مَا يَقُولُ أَقْبَلَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مُلِئَتْ رِئَتُكَ رُعْبًا حِينَ رَأَيْتَ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ ، فَقَالَ لَهُ عُتْبَةُ : إِيَّايَ تَعْنِي يَا مُصَفَّرَ اسْتِهِ ؟ سَتَعْلَمُ أَيُّنَا أَجْبَنُ ، فَنَزَلَ عَنْ جَمَلِهِ ، وَاتَّبَعَهُ أَخُوهُ شَيْبَةُ ، وَابْنُهُ الْوَلِيدُ ، فَدَعَوْا إِلَى الْبَرَازِ ، فَابْتَدَرَتْ لَهُمْ شَبَابٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : لا حَاجَةَ لَنَا فِيكُمْ ، إِنَّمَا أَرَدْنَا بَنِي عَمِّنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قُمْ يَا حَمْزَةُ ، قُمْ يَا عَلِيُّ ، قُمْ يَا عُبَيْدَةُ بْنَ الْحَارِثِ " ، قَالَ : فَأَقْبَلَ حَمْزَةُ عَلَى عُتْبَةَ ، وَأَقْبَلْتُ عَلَى شَيْبَةَ ، وَأَقْبَلَ عُبَيْدَةُ عَلَى الْوَلِيدِ ، قَالَ : فَلَمْ يَلْبَثْ حَمْزَة صَاحِبه أَنْ فَرَغَ مِنْهُ ، قَالَ : وَلَمْ أَلْبَثْ صَاحِبِي ، قَالَ : وَاخْتَلَفَتْ بَيْنَ الْوَلِيدِ وَعُبَيْدَةَ ضَرْبَتَانِ ، وَأَثْخَنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ ، قَالَ : فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَحَمْزَةُ إِلَيْهِمَا فَفَرَغْنَا مِنَ الْوَلِيدِ ، وَاحْتَمَلْنَا عُبَيْدَة . قُلْتُ : عِنْدَ أَبِي دَاوُد طَرَفٌ مِنْهُ . قَالَ الْبَزَّارُ : لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |
حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ | حارثة بن مضرب العبدي | ثقة |
أَبِي إِسْحَاقَ | أبو إسحاق السبيعي / ولد في :30 / توفي في :126 | ثقة مكثر |
إِسْرَائِيلُ | إسرائيل بن يونس السبيعي | ثقة |
عُثْمَان بْن عُمَرَ | عثمان بن عمر العبدي / توفي في :209 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى | محمد بن المثنى العنزي / ولد في :167 / توفي في :252 | ثقة ثبت |