ثُمَّ خَرَجَتْ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَقْبَلَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : يَا صَفِيَّةُ : لَقَدْ سَمِعْتُ صُرَاخَكِ ، إِنَّ قَرَابَتَكِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنْ تُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، فَبَكَتْ ، فَسَمِعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يُكْرِمُهَا وَيُحِبُّهَا ، فَقَالَ : " يَا عَمَّةُ : أَتَبْكِينَ وَقَدْ قُلْتُ لَكِ مَا قُلْتُ " قَالَتْ : لَيْسَ ذَاكَ أَبْكَانِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ اسْتَقْبَلَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : إِنَّ قَرَابَتَكِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لَنْ تُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، قَالَ : فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : " يَا بِلالُ ! هَجِّرْ بِالصَّلاةِ " فَهَجَّرَ بِلالٌ بِالصَّلاةِ ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنَّ قَرَابَتِي لا تَنْفَعُ ، كُلُّ نَسَبٍ وَسَبَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا سَبَبِي وَنَسَبِي ، فَإِنَّهَا هِيَ مَوْصُولَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ " ، فَقَالَ عُمَرُ : فَتَزَوَّجْتُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَمَّا سَمِعَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ ، أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ لي مِنْهُ سَبَبٌ وَنَسَبٌ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |