حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَلْخِيُ , أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى , أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ خَالِدٍ التِّرْمِذِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُفَسِّرِ أَبُو سَعِيدٍ الصَّغَانِيُّ , قَالا : ثنا أَبُو حَنِيفَةَ , عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ , عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " إِنَّ الآخَرَ قَدْ زَنَا فَأَقِمْ عَلَيْهِ الْحَدَّ ، فَرَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ , ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ , فَرَدَّهُ , ثُمَّ أَتَاهُ الرَّابِعَةَ , فَقَالَ : إِنَّ الآخَرَ قَدْ زَنَا ، فَأَقِمْ عَلَيْهِ الْحَدَّ , فَسَأَلَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ , هَلْ تُنْكِرُونَ مِنْ عَقْلِهِ ؟ قَالُوا : لا , قَالَ : انْطَلِقُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ , فَانْطُلِقَوا بِهِ ، فَرُجِمَ سَاعَةً بِالْحِجَارَةِ , فَلَمَّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ الْقَتْلُ , انْصَرَفَ إِلَى مَكَانٍ كَثِيرِ الْحِجَارَةِ , فأقَـامَ فِيهِ , فَأَتَاهُ الْمُسْلِمُونَ , فَرَضَخُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى قَتَلُوهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : هَلا خَلَّيْتُمْ سَبِيلَهُ , فَاخْتَلَفَ , فَقَالَ قَائِلٌ : هَذَا مَاعِزٌ أَهْلَكَ نَفْسَهُ , وَقَالَ قَائِلٌ : إِنَّا نَرْجُو أَنْ تَكُونَ تَوْبَةً , فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : " لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ , لَقُبِلَ مِنْهُمْ " . فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ أَصْحَابَهُ طَمِعُوا فِيهِ , فَسَأَلُوهُ مَا نَصْنَعُ بِجَسَدِهِ ؟ قَالَ : " فانْطَلِقُوا بِهِ فَاصْنَعُوا بِهِ مَا تَصْنَعُونَ بِمَوْتَاكُمْ مِنَ الْكَفَنِ وَالصَّلاةِ عَلَيْهِ وَالدَّفْنِ , قَالَ : فَانْطَلَقَ بِهِ أَصْحَابُهُ , فَصَلَّوْا " .