حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ العزيز الرَّازِيُّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ الغساني , أَخْبَرَنَا أَبِي , عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ , عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ , قَالَ : " دَخَلْنَا مَسْجِدَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْنَا ابْنَ عُمَرَ قَاعِدًا فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ , وَكَانَ مَعِي صَاحِبٌ لِي , فقَالَ : هَلْ لَكَ أَنْ تَأْتِيَ ابْنَ عُمَرَ فَتَسْأَلَهُ عَمَّا أَحْدَثَ النَّاسُ فِي الْقَدَرِ ؟ فَقَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : اتْرُكِ السُّؤَالَ عَلَيَّ , فَإِنِّي أَرْفَقُ بِهِ مِنْكَ , فَقَعَدْنَا إِلَيْهِ طَوِيلا , لا نُكَلِّمُهُ هَيْبَةً لَهُ , ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , إِنَّا نَتَقَلَّبُ فِي هَذِهِ الأَمْصَارِ , فَرُبَّمَا قَدِمْنَا مِصْرًا , فَنَلْقَى قَوْمًا يَقُولُونَ : لا قَدَرَ ، وَيَجْعَلُونَ الأُمُورَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ , قَالَ : فَاسْتَوْفَرَ وَغَضِبَ , وَقَالَ : " أَبْلِغْهُمْ أَنِّي مِنْهُمْ بَرِيءٌ , وَإِنَّهُمْ مِنِّي بُرَّاءٌ , وَلَوْ وَجَدْتُ أَعْوَانًا لَجَاهَدْتُهُمْ " , ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا , فَقَالَ : وَاللَّهِ لَبَيْنَمَا أَنَا قَاعِدٌ عِنْدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ , إِذْ أَقْبَلَ شَابٌّ جَمِيلٌ حَسَنُ اللِّمَّةِ طَيِّبُ الرِّيحِ , عَلَيْهِ ثِيَابٌ بَيَاضٌ , فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْمَسْجِدِ , قَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَرَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَرَدَدْنَا , ثُمَّ قَالَ : أَدْنُو يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ادْنُهْ , فَدَنَا دَنْوَةً أَوْ دَنْوَتَيْنِ , ثُمَّ قَامَ مُوَقِّرًا لَهُ , ثُمَّ قَالَ : أَدْنُو يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ادْنُهْ , فَدَنَا دَنْوَةً أَوْ دَنْوَتَيْنِ , ثُمَّ قَالَ : أَدْنُو يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ادْنُهْ , فَدَنَا وَجَلَسَ فَأَلْصَقَ رُكْبَتَهُ بِرُكْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَنِ الإِيمَانُ ؟ قَالَ : " الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ , وَكُتُبِهِ , وَرُسُلِهِ , وَالْيَوْمِ الآخِرِ , وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ مِنَ اللَّهِ , قَالَ : صَدَقْتَ , فَتَعَجَّبْنَا لِقَوْلِهِ صَدَقْتَ , كَأَنَّهُ يَعْلَمُ , قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ شَرَائِعِ الإِسلامِ , مَا هِيَ ؟ قَالَ : إِقَامُ الصَّلاةِ , وَإيِتَاءُ الزَّكَاةِ , وَحَجُّ الْبَيْتِ , وَصَوْمُ رَمَضَانَ , وَالاغْتِسَالُ مِنَ الْجَنَابَةِ , قَالَ : صَدَقْتَ , قَالَ : فَتَعَجَّبْنَا لِقَوْلِهِ صَدَقْتَ , قَالَ : فَأَخْبِرْنِي ، عَنِ الإِحْسَانِ , مَا هُوَ ؟ قَالَ : الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّه كَأَنَّكَ تَرَاهُ , فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ , فَإِنَّهُ يَرَاكَ , قَالَ : صَدَقْتَ , قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ قِيَامِ السَّاعَةِ , مَتَى هَي ؟ قَالَ : مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ , قَالَ : صَدَقْتَ , ثُمَّ انْصَرَفَ وَنَحْنُ نَرَاهُ , قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَيَّ بِالرَّجُلِ , فَقُمْنَا فِي أَثَرِهِ , فَمَا رَأَيْنَا شَيْئًا , وَمَا نَدْرِي أَيْنَ تَوَجَّهَ ؟ فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ , يَقُولُ : هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ , يُعَلِّمُكُمْ مَعَالِمَ دِينِكُمْ , وَاللَّهِ مَا أَتَانِي فِي صُورَةٍ قَطُّ إِلا أَعْرِفُهُ , غَيْرَ هَذِهِ الصُّورَةِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ | عبد الله بن عمر العدوي / توفي في :73 | صحابي |
يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ | يحيى بن يعمر القيسي / توفي في :89 | ثقة |
عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ | علقمة بن مرثد الحضرمي / توفي في :119 | ثقة |
أَبِي حَنِيفَةَ | أبو حنيفة النعمان التيمي / ولد في :80 / توفي في :150 | فقيه مشهور مؤسس المذهب الحنفي |
أَبِي | محمد بن عمرو الغزى | صدوق حسن الحديث |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ الغساني | عبد الله بن محمد الأزدي | ثقة |
أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ العزيز الرَّازِيُّ | أحمد بن محمد الشحام | ثقة |