أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ ، وَيُسَمَّى : مُحَمَّدًا , أَيْضًا ، ابْنُ أَبِي الْفَخْرِ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي الرَّدَّادِ الْبَصْرِيُّ الأَصْلِ ، الْمِصْرِيُّ الْمَوْلِدِ وَالدَّارِ ، الشَّافِعِيُّ الْكَاتِبُ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِمِصْرَ , فِي يَوْمِ الأَحَدِ ثَالِثَ عشَرَ شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتِّ مِائَةٍ ، وَأَبُو صَادِقٍ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ صَبَّاحٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمِصْرِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِدِمَشْقَ ، قَالا : أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ غَدِيرٍ السَّعْدِيُّ الْفَرَضِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ بِمِصْرَ ، أنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الشَّافِعِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْخِلَعِيِّ ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَالِكِيُّ ، أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، نا أَبُو عَبْدِ الْمُؤْمِنِ أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ ، وَهُوَ كَاتِبُ عَلِيٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ ، قَالَ : انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً ، مَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا ، فَانْطَلَقْنَا تُعَادِي بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ ، قُلْنَا : أَخْرِجِي الْكِتَابَ ، قَالَتْ : مَا مَعِي كِتَابٌ ، قُلْنَا : لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَتَقْلَعِنَّ الثِّيَابَ ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا ، فَأَتَيْنَا بِهِ النَّبِيَّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا فِيهِ : مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “ يَا حَاطِبُ ، مَا هَذَا “ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَعْجَلْ ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا ، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ بِمَكَّةَ ، وَلَمْ يَكُنْ لِي فِيهِمْ قَرَابَةٌ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَّخِذَ فِيهِمْ يَدًا إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ ، يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي ، وَمَا فَعَلْتُهُ كُفْرًا وَلا ارْتِدَادًا ، وَلا رِضًى بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلامِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ “ ، قَالَ عُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ ، قَالَ : إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَد غَفَرْتُ لَكُمْ “ . هَذَا حديث صحيح متفق على صحته ، رواه البخاري فِي “ المغازي “ من “ جامعه “ ، عن قتيبة بن سعيد ، وفي “ التفسير “ عن أَبِي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي . ورواه مسلم فِي “ الفضائل “ من “ صحيحه “ عن أَبِي بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن أَبِي شيبة ، وإسحاق بن راهويه ومحمد بن يَحْيَى العدني . ورواه أَبُو دَاوُد فِي “ الجهاد “ من “ سننه “ عن مسدد بن مسرهد . ورواه النسائي فيه من “ سننه “ عن مُحَمَّد بن منصور ، وأبي قدامة عبيد الله بن سعيد . كلهم عن سُفْيَان نحو ما رويناه ، فوقع لنا بدلا لخمستهم وفي حديث مُحَمَّد بن منصور عن سُفْيَان ، قَالَ : حفظته من عمرو .