حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الدِّهْقَانُ الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ صُبَيْحٍ ، عَنْ عِيسَى الْمُرَادِيِّ ، قَالَ : قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ : " إِنْ كُنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانِي ، فَوَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ مِنَ النَّاسِ ، فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ، فَلَسْتُمْ مِنْ إِخْوَانِي ، إِنَّمَا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْلَمُوا ، وَلا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْجَبُوا ، إِنَّكُمْ لا تَبْلُغُونَ مَا تَأْمَلُونَ إِلا بِصَبْرِكُمْ عَلَى مَا تَكْرَهُونَ ، وَلا تَنَالُونَ مَا تُرِيدُونَ إِلا بِتَرْكِكُمْ مَا تَشْتَهُونَ ، إِيَّاكُمْ وَالنَّظْرَةَ ، فَإِنَّهَا تَزْرَعُ فِي الْقَلْبِ شَهْوَةً ، وَكَفَى بِهَا لِصَاحِبِهَا فِتْنَةً ، طُوبَى لِمَنْ كَانَ بَصَرُهُ فِي قَلْبِهِ ، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ فِي بَصَرِ عَيْنِهِ ، مَا أَبْعَدَ مَا فَاتَ ، وَمَا أَدْنَى مَا هُوَ آتٍ ، وَيْلٌ لِصَاحِبِ الدُّنْيَا ، كَيْفَ يَمُوتُ وَيَتْرُكُهَا ، وَيَبْقَى بِهَا وَتَغُرُّه ، وَيَأْمَنُهَا ، وَتَمْكُرُ بِهِ ، وَيْلٌ لِلْمُغْتَرِّينَ قَدْ أَتَاهُمْ مَا يَكْرَهُونَ ، وَجَاءَهُمْ مَا يُوعَدُونَ ، وَفَارَقُوا مَا يُحِبُّونَ ، فِي طُولِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، فَوَيْلٌ لِمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ ، وَالْخَطَايَا عَمَلَهُ ، كَيْفَ يَفْتَضِحُ غَدًا لِرَبِّهِ ، لا تُكْثِرُوا الْكَلامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ ، فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ ، وَإِنْ كَانَتْ لِيِّنَةً فَإِنَّ الْقَلْبَ الْقَاسِيَ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ ، وَلا تَنْظُرُوا فِي ذُنُوبِ النَّاسِ كَهَيْئَةِ الأَرْبَابِ ، وَانْظُرُوا فِي ذُنُوبِكُمْ كَهَيْئَةِ الْعَبِيدِ ، إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلانِ : مُعَافًى ، وَمُبْتَلًى ، فَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى الْعَافِيَةِ ، وَارْحَمُوا أَهْلَ الْبَلاءِ ، مِثْلَ مَا نَزَلَ الْمَاءُ عَلَى الْجَبَلِ لا يَلِينُ لَهُ ، وَمُنْذُ مَتَى تَدْرُسُونَ الْحِكْمَةَ ، وَلا تَلِينُ لَهَا قُلُوبُكُمْ ، بِقَدْرِ مَا تَوَاضَعُونَ كَذَلِكَ تُرْحَمُونَ ، وَبِقَدْرِ مَا تَحْرُثُونَ كَذَلِكَ تَحْصُدُونَ ، عُلَمَاءُ السُّوءِ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الدِّفْلَى ، تُعْجِبُ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهَا ، وَتَقْتُلُ مَنْ يَأْكُلُهَا ، كَلامُكُمْ شِفَاءٌ يُبْرِئُ الدَّاءَ ، وَأَعْمَالُكُمْ دَاءٌ لا يُبْرِئُهُ شِفَاءٌ ، جَعَلْتُمُ الدُّنْيَا فَوْقَ رُءُوسِكُمْ ، وَجَعَلْتُمُ الْعِلْمَ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ ، مِثْلَ عَبِيدِ السُّوءِ ، بِحَقٍّ أَقُولُ ، وَكَيْفَ أَرْجُو أَنْ تَنْتَفِعُوا بِمَا أَقُولُ ، وَأَنْتُمُ الْحِكْمَةُ تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ ، وَلا تَدْخُلُ آذَانَكُمْ ، وَإِنَّمَا بَيْنَهُمَا أَرْبَعَةُ أَصَابِعَ ، وَلا تَعِيهَا قُلُوبُكُمْ ، فَلا إِخْوَانَ كِرَامٌ ، وَلا عَبِيدَ أَتْقِيَاءُ " ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، عن أبي معاوية الأسود ، في قَوْلُهُ عز وجل : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ سورة آل عمران آية 185 .
الأسم | الشهرة | الرتبة |