تفسير

رقم الحديث : 581

نا الْغَلابِيُّ ، نا بِشْرُ بْنُ حَجَّاجٍ السَّامِيُّ ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الدَّارِمِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ ، قَالَ : مَرَرْتُ بِقَوْمٍ مِنَ الشِّيعَةِ يَشْتُمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَأَتَيْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ مِنَ الشِّيعَةِ يَشْتُمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَلَوْلا أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّكَ تُضْمِرُ عَلَى ذَلِكَ مَا اجْتَرَءُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : " مُعَاذَ اللَّهِ أَنْ أُضْمِرَ لَهُمَا إِلا عَلَى الْجَمِيلِ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الَّذِي يُضْمِرُ لَهُمَا إِلا عَلَى الْمُضَمَرِ عَلَيْهِ " ، ثُمَّ نَهَضَ دَامِعَ الْعَيْنِ يَبْكِي ، يُنَادِي الصَّلاةُ جَامِعَةٌ ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ ، وَإِنَّهُ لَعَلَى الْمِنْبَرِ جَالِسٌ ، وَإِنَّ دُمُوعَهُ لَتَنْحَدِرُ عَلَى لِحْيَتِهِ ، وَهِيَ بَيْضَاءُ ، ثُمَّ قَامَ ، فَخَطَبَ خُطْبَةً بَلِيغَةً مُوجَزَةً ، ثُمَّ قَالَ : " مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَذْكُرُونَ سَيِّدَيْ قُرَيْشٍ ، وَأَبَوَيِ الْمُسْلِمِينَ بِمَا أَنَا عَنْهُ مُتَنَزِّهٌ ، وَمِمَّا يَقُولُونَ بَرِيءٌ ، وَعَلَى مَا يَقُولُونَ مُعَاقِبٌ ، فَوَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لا يُحِبُّهُمَا إِلا كُلُّ مُؤْمِنٍ نَقِيٍّ ، وَلا يَبْغَضُهُمَا أَلا كُلُّ فَاجِرٍ بَذِيءٍ أَخَوَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَصَاحِبَاهُ وَوَزِيرَاهُ يَأْمُرَانِ وَيَنْهَيَانِ ، فَمَا يُغَادِرَانِ فِيمَا يَصْنَعَانِ رَأْيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَرَى كَرَأْيِهِمْ رَأْيًا ، وَلا يُحِبُّ كَحُبِّهِمَا حُبًّا ، فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمَا رَاضٍ ، وَوَلَّى أَبَا بَكْرٍ الصَّلاةَ ، فَصَلَّى بِنَا أَيَّامًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلاهُ الْمُسْلِمُونَ الزَّكَاةَ ، وَلِيَهُمَا لأَنَّهُمَا مَقْرُونَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ لِذَلِكَ كَارِهٌ يَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَعْضَنَا كَفَاهُ ، فَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ مَنْ بَقِيَ أَرْأَفَهُ رَأْفَةً ، وَأَرْحَمَهُ رَحْمَةً ، وَأَنْفَسَهُ وَرَعًا شَبَّهَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِيكَائِيلَ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ، وَبِإِبْرَاهِيمَ عَفْوًا وَوَقَارًا ، فَسَارَ فِينَا بِسِيرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ صُيِّرَ الأَمْرُ إِلَى عُمَرَ ، فَمِنَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ رَضِيَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ سَخَطَ فَكُنْتُ مِمَّنْ رَضِيَ ، فَوَاللَّهِ مَا فَارَقَ عُمَرُ الدُّنْيَا ، حَتَّى رَضِيَ بِهِ مَنْ سَخَطَهُ ، فَأَعَزَّ اللَّهُ بِإِسْلامِهِ الإِسْلامَ وَجَعَلَ هِجْرَتَهُ لِلدَّيْنِ قِوَامًا ، وَضَرَبَ اللَّهُ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِهِ ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ يَنْطِقَ عَنْ لِسَانِهِ ، وَقَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ الْحُبَّ لَهُ ، وَفِي قُلُوبِ الْمُنَافِقِينَ الرَّهْبَةَ مِنْهُ ، شَبَّهَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِبْرِيلَ فَظًّا غَلِيظًا ، وَبِنُوحٍ حَنِقًا مُغْتَاظًا عَلَى الأَعْدَاءِ ، فَمَنْ لَكُمْ بِمِثْلِهِمَا ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا ، لا يُبْلَغُ مَبْلَغُهُمَا إِلا بِالْحُبِّ لَهُمَا ، وَاتِّبَاعِ آثَارِهِمَا ، وَلَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ فِي أَمْرِهِمَا لَعَاقَبْتُ أَشَدَّ الْعُقُوبَةِ ، فَمَنْ أُوتِيتُ بِهِ بَعْدَ مَقَامِي هَذَا فَهُوَ مُفْتَرٍ عَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُفْتَرِي ، أَيُّهَا النَّاسُ أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا : أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ عُمَرُ ، ثُمَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ أَيْنَ هُوَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَلِيٌّ

صحابي

الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو

ثقة

الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ

متروك الحديث

Whoops, looks like something went wrong.