نا حَفْصٌ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَعَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ ، قَالَ : " لَمَّا قَالَ الْمُنَافِقُونَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَا قَالُوا مِنَ الإِفْكِ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَذَكَرَ الَّذِي قَالُوا ، وَاللَّهِ مَا شَعَرْتُ بِهِ ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ ، وَهُمَا يُرِيدَانِ الْمَذْهَبَ فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ ، فَقَالَتْ : تَعِسَ مِسْطَحٌ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : غَفَرَ اللَّهُ لَكِ تَقُولِينَ هَذَا بِابْنِكِ وَلِصَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : أَمَا شَعَرْتِ بِمَا كَانَ ؟ قَالَتْ : وَمَا الَّذِي كَانَ ؟ قَالَتْ : أَشْهَدُ أَنَّكِ مِنَ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ ، قَالَتْ : فَذَهَبَ مَا كُنْتُ خَرَجْتُ لَهُ ، وَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَأُمِّ رُومَانَ ، فَقُلْتُ : مَا أَحْسَنْتُمَا وَلا اتَقَيْتُمُ اللَّهَ فِيَّ ، تَحَدَّثَ النَّاسُ بِمَا تَحَدَّثُوا بِهِ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي قَالَ ، وَلَمْ أَشْعُرْ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُذْرِي ، فَقَالَتْ أُمِّي ، أَيْ بُنَيَّةَ لا قَلَّ مَا أَحَبَّ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ قَطُّ إِلا قَالَ النَّاسُ لَهَا نَحْوَ الَّذِي قَالُوا ، وَقَالَ أَبِي : بُنَيَّةَ ارْجِعِي إِلَى بَيْتِكِ حَتَّى نَأْتِيكِ فِيهِ فَرَجَعْتُ وَأَخَذَتْنِي صَالِبٌ مِنْ حُمَّى فَجَاءَ أَبِي وَأُمُّ رُومَانَ ، فَدَخَلا عَلَيَّ ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ عَلَى سَرِيرٍ تُجَاهِي ، فَقَالَ أَبِي : أَيْ بُنَيَّةَ إِنْ كُنْتِ صَنَعْتِ مِمَّا قَالَ النَّاسُ شَيْئًا اسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ ، وَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً مِمَّا قَالَ النَّاسُ فَأَخْبِرِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُذْرِكِ ، وَالْتَمَسْتُ اسْمَ يَعْقُوبَ فَوَاللَّهِ مَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ إِلا كَأَبِي يُوسُفَ ، قَالَ : فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ سورة يوسف آية 18 فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ خَطَبَ فَقَالَ : كَيْفَ تَرَوْنَ فِيمَنْ يُؤْذِينِي فِي أَهْلٍ ، وَيَجْمَعُ مَنْ يُؤْذِينِي فِيهِمْ فِي بَيْتِهِ ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ : أَيْ رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَ مِنَّا مَعْشَرِ الأَوْسِ جَلَدْنَا رَأْسَهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا وَأَطَعْنَاكَ وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ وَالَّذِي يَجْمَعُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : أَيْ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ وَاللَّهِ مَا نُصْرَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَدْتَ ، وَلَكِنَّهَا كَانَتْ ضَغَائِنُ وَإِحَنُ مَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَحْلُلْ لَنَا مِنْ صُدُورِكُمْ ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ : اللَّهُ أَعْلَمُ مَا أَرَدْتُ ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ : لا وَلَكِنَّكَ تُجَادِلُ الْمُنَافِقِينَ وَتَدْفَعُ عَنْهُمْ ، وَكَثُرَ اللَّغَطُ فِي الْمَسْجِدِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ عَلَى الْمِنْبَرِ ، وَأَوْمَى بِيَدِهِ إِلَى النَّاسِ هَهُنَا وَهَهُنَا حَتَّى هَدَأَ الصَّوْتُ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : وَشَخَصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّقْفِ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا سورة المزمل آية 5 ، قَالَتْ : فَوَالَّذِي أَكْرَمَهُ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ مَا زَالَ يَضْحَكُ حَتَّى أَنِّي لأَنْظُرُ إِلَى نَوَاجِذِهِ ، فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ أَبْشِرِي ، فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرَكِ ، قَالَتْ : بِحَمْدِ اللَّهِ لا بِحَمْدِكَ وَلا بِحَمْدِ أَصْحَابِكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِلَى يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا سورة النور آية 11 - 17 ، فَقَالَ هَذِهِ الآيَاتِ كُلَّهَا حَتَّى بَلَغَ خَاتِمَتَهَا ، قَالَ : وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ حَلَفَ أَنْ لا يَنْفَعَ مِسْطَحًا بِنَافِعَةٍ أَبَدًا ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ رَحِمٌ ، فَقَالَ اللَّهُ : وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ سورة النور آية 22 الآيَةَ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : بَلَى أَيْ رَبِّ فَعَادَ لَهُ إِلَى مَا كَانَ يَصْنَعُ إِلَيْهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَائِشَةُ | عائشة بنت أبي بكر الصديق / توفي في :57 | صحابي |
عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ | علقمة بن وقاص العتواري | ثقة ثبت |
يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ | يحيى بن عبد الرحمن اللخمي / ولد في :32 / توفي في :104 | ثقة |
أَبِيهِ | عمرو بن علقمة الليثي | مقبول |
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ | محمد بن عمرو الليثي / توفي في :145 | صدوق له أوهام |
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ | محمد بن عبد الله الأنصاري / ولد في :118 / توفي في :212 | ثقة |
حَفْصٌ | حفص بن عمرو الحبطي | ثقة |