نا الْحَارِثِيُّ ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْعُذْرِيُّ ، نا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : قَدِمَ وَفْدُ بَنِي نَهْدِ بْنِ زَيْدٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ طُهْيَةُ بْنُ أَبِي زُهَيْرٍ النَّهْدِيُّ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَتَيْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مِنْ غَوْرِيِّ تِهَامَةَ عَلَى أَكْوَارِ الْمَيْسِ تَرْتَمِي بِنَا الْعِيسُ ، نَسْتَجْلِبُ الصَّبِيرَ ، وَنَسْتَحِيلُ الرِّهَامَ ، وَتَسْتَحِيلُ الْجَهَامُ مِنْ أَرْضٍ غَائِلَةِ الْمَنْطَإِ ، غَلِيظَةِ الْمَوْطَأِ ، قَدْ نَشَفَ الْمُدَّهِنُ ، وَيَبُسَ الْجِعْثِنُ ، وَسَقَطَ الأُمْلُوجُ مِنَ الْبَكَارَةِ ، وَمَاتَ الْعُسُلُوجُ ، وَهَلَكَ الْهَدِيُّ ، وَمَاتَ الْوَدِيُّ ، بَرِئْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مِنَ الْوَثَنِ وَالْعَنْنِ ، وَمَا يُحْدِثُ الزَّمَنُ , فَمَا دَعْوَةُ الإِسْلامِ وَشَرِيعَةُ الإِسْلامِ مَا طَمَا الْبَحْرُ وَقَامَ تَعَادٌ , وَلَنَا نَعَمٌ هَمَلٌ أَغْفَالٌ ، لا تَبِضُّ بِبِلالٍ ، وَوَقِيرٌ قَلِيلُ الرِّسْلِ كَثِيرُ الرَّسْلِ ، أَصَابَنَا سُنَيَّةٌ حَمْرَاءُ مُؤْزِلَةٌ لَيْسَ بِهِ عَلَلٌ وَلا نَهَلٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي مَحْضِهَا ، وَمَخْضِهَا ، وَمَذْقِهَا ، وَقُوتِهَا ، وَاحْبِسْ رَاعِيَهَا عَلَى الدَّثْرِ ، وَيَانِعِ الثَّمَرِ ، وَافْجُرْ لَهُمُ الثَّمِدَ ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي الْوَلَدِ ، مَنْ أَقَامَ الصَّلاةَ كَانَ مُؤْمِنًا ، وَمَنْ آتَى الزَّكَاةَ لَمْ يَكُنْ غَافِلا ، مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَانَ مُسْلِمًا ، لَكُمْ يَا بَنِي نَهْدٍ وَدَائِعُ الشِّرْكِ ، وَوِضَائِعُ الْمُلْكِ ، لَمْ يَكُنْ عَهْدٌ وَلا مَوْعِدٌ وَلا تَثَاقُلٌ عَنِ الصَّلاةِ ، وَلا نُلْطِطْ فِي الزَّكَاةِ ، وَلا نُلْحِدْ فِي الْحَيَاةِ ، مَنْ أَقَرَّ بِالإِسْلامِ فَلَهُ مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ ، وَمَنْ أَقَرَّ بِالْجِزْيَةِ فَعَلَيْهِ الرُّبْوَةُ ، وَلَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ وَالذِّمَّةُ " , وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ مَعَ طُهْيَةَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى بَنِي نَهْدِ بْنِ زَيْدٍ ، السَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ، وَآمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، عَلَيْكُمْ فِي الْوَظِيفَةِ وَالْفَرِيضَةِ ، وَلَكُمُ الْعَارِضُ ، وَالْفَرِيضُ ، وَذُو الْعِنَانِ الرَّكُوبُ الضَّبِيسُ ، لا يُؤْكَلُ كَلُّكُمْ ، وَلا يُقْطَعُ سَرْجُكُمْ ، وَلا يُحْبَسُ دَرُّكُمْ ، وَلا يُعْضَدُ طَلْحُكُمْ ، مَا لَمْ تُضْمِرِ الرِّمَاقَ ، وَتَأْكُلُوا الرِّبَاقَ " ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَسَّرَ هَذَا الْحَدِيثَ بَعْضَهُ الْعُذْرِيُّ ، وَبَعْضَهُ غَيْرُهُ : عَلَى أَكْوَارِ الْمَيْسِ يَعْنِي الرِّحَالَ , تَرْتَمِي بِنَا الْعِيسُ : الإِبِلُ ، نَسْتَحْلِبَ الصَّبِيرَ : يَعْنِي السَّحَابَ الْمُتَفَرِّقَ ، وَنَسْتَحِيلُ الرِّهَامَ : يَعْنِي الْقِدَاحَ ، وَنَسْتَحِيلُ الْجَهَامَ : يَعْنِي السَّحَابَ الَّذِي قَدْ أُمْطِرَ بِبَلَدٍ آخَرَ فَهُوَ سَائِرٌ فِي السَّمَاءِ ، مِنْ أَرْضٍ غَائِلَةِ النَّطَا مَسَافَةُ الأَرْضِ بُعْدُهَا , قَدْ نَشَفَ الْمُدَّهِنُ : يَعْنِي يَبُسَ الْغَدِيرُ مِنَ الْمَاءِ ، وَيَبُسَ الْجِعْثِنُ : يَعْنِي عُرُوقَ الشَّجَرِ ، وَسَقَطَ الأُمْلُوجُ مِنَ الْبَكَارَةِ : يَعْنِي الْبِكْرَ السَّمِينَ يُدْرِكُهُ الْهُزَالُ ، وَمَاتَ الْعُسُلُوجُ : يَعْنِي عُودَ الشَّجَرَةِ الَّذِي يَنْشَعِبُ بِهِ الْوَرَقُ ، وَهَلَكَ وَمَاتَ الْوَدِيُّ : يَعْنِي الْفَسِيلُ ، بَرِئْنَا مِنَ الْوَثَنِ وَالْعَنَنِ : يَعْنِي الْخِلافَ , مَا تَبِضُّ بِبِلالٍ : يَعْنِي لَيْسَ لَهَا لَبَنٌ , وَوَقِيرٌ قَلِيلُ الرَّسْلِ : الصَّرْمَةُ مِنَ الْغَنَمِ لَيْسَ لَهَا أَوْلادٌ ، كَثِيرُ الرَّسْلِ يَقُولُ : شَدِيدُ التَّفَرُّقِ فِي طَلَبِ الْمَرْعَى , فِي مَحْضِهَا , وَمَخْضِهَا ، وَفَوْقِهَا ، وَمَذْقِهَا : هَذَا كُلُّهُ فِي اللَّبَنِ ، دَاعِيهَا عَلَى الدَّثْرِ ، قَالَ الْخِصْبُ : وَيَانِعُ الثَّمَرِ : يَعْنِي النَّضِجَ , وَالثَّمِدُ : الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنَ الأَرْضِ قَلِيلَةِ الْمَاءِ ، وَلا نُلْطِطْ فِي الزَّكَاةِ يَقُولُ : لا نُرَدِّدْ ، وَلا نُلْحِدُ فِي الْحَيَاةِ الظُّهْرَ : يَعْنِي الْعَارِضَ الشَّاةِ الْكَسِيرَةِ ، وَالْعَرِيضُ : الصَّغِيرُ ، وَذُو الْعِنَانِ : مُخِلُّ الإِبِلِ الصَّعْبُ ، وَالضَّبِيسُ : الصَّعْبُ , مَا لَمْ نُضْمِرِ الرِّمَاقَ : النِّفَاقَ ، وَتَأْكُلُوا الرِّبَاقَ : يَعْنِي الرِّبَا ، قَالَ : وَفِي كِتَابِ ابْنِ قُتَيْبَةَ ذُو الْعِنَانِ الْغَرْسُ الرُّكُوبُ الذَّلُولُ , وَالْعِنَانُ ، لأَنَّهُ يُرْكَبُ فَيُلْجَمُ ، وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ : الرِّبَاقُ : جَمْعُ رِبْقَةٍ ، وَهُوَ الْحَبْلُ الَّذِي تُرْبَقُ بِهِ الْغَنَمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ | عمران بن حصين الأزدي / توفي في :52 | صحابي |
الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ | الحسن البصري | ثقة يرسل كثيرا ويدلس |
الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ | العوام بن حوشب الشيباني / توفي في :148 | ثقة ثبت |
شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ | شريك بن عبد الله القاضي | صدوق سيء الحفظ يخطئ كثيرا |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْعُذْرِيُّ | عبد الرحمن بن يحيى العذري | متهم بالوضع |
الْحَارِثِيُّ | عبد الرحمن بن محمد الحارثي / توفي في :271 | مقبول |