قصة عمر رضي الله عنه والبطريق


تفسير

رقم الحديث : 58

أخبرنا أخبرنا أَبُو غانم المعنوي ، قَالَ : أخبرنا أَبُو خليفة الفضل بْن الحباب الجمحي , عَن مُحَمَّد بْن سلام , عَنِ الفضل بْن عباس الهاشمي ، قَالَ : " دخلت مسجد الرسول صلي اللَّه عليه وسلم ، فإذا أنا بنصيب الشاعر , فقلت له : من أنت يرحمك اللَّه , فما أدري مما أعجب : أمن شدة بريق سواد وجهك , أم من نظافة ثوبك , أم من طيب رائحتك ، قَالَ : أنا نصيب الشاعر ، فقلت : فلم لا تهجو كما تمدح وقد أقرت الشعراء لك فِي المدح ؟ قَالَ : تراني لا أحسن أقول مكان عافاه اللَّه أخزاه اللَّه ! ولكني أدع الهجاء لخلتين : إما لأهجو كريما فأهتك عرضه ، وإما لأهجو لئيما لأطلب ما عنده ، فنفسي أحق بالهجاء إذ سولت إلى لئيم ، قَالَ : ثم إن بني عم مولاه اجتمعوا إلي مولاه ، فقالوا : إن عبدك هذا قد نبغ بقول الشعر , ونحن منه بين شرتين : إما أن يهجونا فيهتك أعراضنا , أو يمدحنا فيشبب بنسائنا , وليس لنا فِي شيء من الخلتين خيرة ، فقال له مولاه : يا نصيب , أنا بائعك لا محالة , فاختر لنفسك ، فسار إلي عَبْد العزيز بْن مروان بمصر , فدخل إليه فِي زواره فأنشده : لعبد العزيز علي قومه وغيرهم منن ظاهرةْ فبابك أسهل أبوابهم ودارك مأهولة عامرةْ وكلبك أرأف بالزائرين من الأم بابنتها الزائرةْ وكفك حين ترى المتعفين أثرى من الليلة الماطرةْ فمنك العطاء ومنا الثناء بكل محبرة سائرةْ فأمر له بألف دينار ، فقال : أصلحك اللَّه , إني عَبْد ومثلي لا يأخذ الجوائز ، قَالَ : فما شأنك ؟ فخبره بحاله , فقال لوكيله : اذهب به إلي باب الجامع فنادي عليه , فإذا بلغ الغاية فعرفني به ، فذهب به فنادى عليه من يعطني لعبد أسود جلد ؟ قَالَ رجل : هو علي بخمسين دينار ، فقال نصيب : قولوا على أن أبري القسي وأريش السهام وأحبجر الأوتار ، فقال : هو علي بمائتي دينار ، قَالَ : قولوا علي أن أرعى الأبل وأمريها , وأفصفصها , وأصدرها , وأوردها , وأرعاها وأرعيها ، قَالَ رجل : هو علي بخمسمائة دينار ، قَالَ نصيب : قولوا علي عربي شاعر لا يوطئ ، ولا يقوى ، ولا يساند ، قَالَ رجل : هو علي بألف دينار ، فسار به إلي عَبْد العزيز فخبره بحاله , فلم يزل فِي جملته إلى أن احتضر , فأوصى به سليمان خيرا , فصيره فِي جملة سماءه ، فدخل الفرزدق ذات يوم علي سليمان فقال له : يا أبا فراس أنشدني ، وإنما أراد أن ينشده مديحا فيه ، فأنشأ الفرزدق يَقُولُ : وركب كأن الريح تطلب عندهم لها ترة من جذبها بالعصائب سروا يركبون الريح وهي تلفهم إلي شعب الأكوار ذات الحقائب إذا أبصروا نارا يقولون : ليتها وقد خصرت أيديهم نار غالب فتمعر سليمان واربد لما ذكر الفرزدق غالبا , فوثب نصيب فقال : ألا أنشدك على روية ما لا يقصر عنه : أقول لركب صادرين تركتهم قفا ذات أوشال ومولاك قارب قفوا خبروني عَن سليمان , إنني لمعروفه من آل ودان طالب فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب ، فقال للفرزدق : كيف ترى شعره ؟ فقال : هو أشعر أهل جلدته ، قَالَ سليمان : وأهل جلدتك ، ثم قَالَ : يا غلام , أعط نصيبا خمسمائة دينار , وإلى الفرزدق نار أبيه . فوثب الفرزدق وهو يَقُولُ : وخير الشعر أشرفه رجالا وشر الشعر ما قَالَ العبيد قَالَ أَبُو غانم المعنوي : معنى بيت نصيب الأخير ، مأخوذ من قول حاجب ابن زرارة بْن عدس : أغركم أني بأحسن شيمتي رفيق , وأني بالفواحش أخرق ومثلي إذا لم يجز أحسن صنعه تكلم نعماه بفيه فتنطق .

الرواه :

الأسم الرتبة
الفضل بْن عباس الهاشمي

صحابي

أَبُو خليفة الفضل بْن الحباب الجمحي

ثقة ثبت

Whoops, looks like something went wrong.