أخبرنا عَبْد اللَّه بْن مالك ، قَالَ : أخبرنا الزبير بْن بكار ، عَن عمه ، قَالَ : مات لعبد اللَّه بْن علي ، ابن فجزع عليه جزعا شديدا , وامتنع من الطعام والشراب ثلاثا ، وحجب عنه الناس , فلما كان فِي اليوم الرابع خرج كاتبه إلى الحاجب ، وقال : ائذن للناس ، فقال : إنه قد منعني من ذلك ، قَالَ : ائذن لهم ، فأذن لهم فدخلوا عليه , وقعد الكاتب فِي طريقهم ، وقال لهم : عزوا الأمير وسلوه . ففعلوا فلم يسله شيء من قولهم ، حتي دخل عليه عمر بْن حفص ، فقال : أصلح اللَّه الأمير , عليكم نزل الكتاب فأنتم أعرف بتأويله , ومنكم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، فأنتم أعلم بسنته , لسنا نعلمك شيئا نراك تجهله , ولكنا نذكرك ، وهذه أبيات قالها بعض من أصابه مثل ما أصابك : لعمري لئن أتبعت عينيك ما مضى من الدهر أو ساق الحمام إلى القبر لستنفذن ماء الشئون بأسرها ولو كنت تمريهن من ثبج البحر فقلت لعبد اللَّه إذ حن باكيا تعز , وماء العين منهمر يجري تبين فإن كان البكا رد هالكا علي أحد فاجهد بكاء علي عمرو ولا تبك ميتا بعد موت أجنه علي وعباس آل أبي بكر أعزيك ببيت قلته : وهون ما ألقى من الوجد أنني أجاوره فِي داره اليوم أو غدا فدعا بالطعام فطعم هو وأصحابه .