أنشدنا أَبُو بكر الأصبهاني لنفسه : إلا تكن فِي الهوى أرويت من ظمأ ولا فككت من الأغلال مأسورا لقد دللت على أن الهوى بدل من أجل ما كان مرجوا ومحذورا فحسب نفسي غني علمي بموضعها من الهوى , وبأني كنت معذورا فأين أذهب , لا بل ما أريد من الأيام أروى غليلي الإفك والزورا وأنت خال وقلبي ذا الذي ملكت هواه نفسك إكراما وتخييرا ميلا إليها له من دون مألكة فلست أنساه موصولا ومهجورا أني , وغلة نفسي فيك قائمة لم تلق مذ ألفتك النفس تغييرا لم يهوك القلب إذ أظهرت أنت له برا فيسلاك إذ أظهرت تقصيرا ولم يكن باختيار لي فأتركه ولا اضطرارا أتاه القلب مقهورا لكنه من أمور اللَّه ممتنع فِي الوصف , قدرة الرحمن تقديرا لن يضبط العقل إلا من يدبره ولن ترى للهوى فِي العقل تدبيرا كن محسنا أو مسيئا وابق لي أبدا تكن لدي على الحالين مشكورًا وأنشدنا لنفسه فِي مثل هذا : فإن تكن القلوب إذا تجازي وتسلك فِي الهوى سننا سويا فما لي أهون الثقلين جمعا عليك , وأنت أكرمهم عليا عمرت سنين أستخفي التصابي ولا أرضي من الوصل الرضيا فلم تقلع صروف الدهر حتى خسست عَن أحيي أو أحيا تبغض ما استطعت وعش سليما فأنت أحب مخلوق إليا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |