أخبرنا أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ ، قَالَ : أخبرنا الْمَكِّيُّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنِ الْهَيْثَمِ قَالَ : أخبرنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " خَرَجْتُ مَعَ أُنَاسٍ فِي تِجَارَةٍ إِلَى الشَّامِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَإِنِّي فِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِهَا إِذَا بِبِطْرِيقٍ قَدْ قَبَضَ عَلَى عُنُقِي , فَذَهَبْتُ أُنَازِعُهُ فَقِيلَ لِي : لا تَفْعَلْ فَإِنَّهُ لا نِصْفَ لَكَ مِنْهُ ، فَأَدْخَلَنِي كَنِيسَةً فَإِذَا تُرَابٌ عَظِيمٌ مُلْقًى , فَجَاءَنِي بِزَنْبِيلٍ وَمِجْرَفَةٍ , فَقَالَ لِي : انْقِلْ مَا هَا هُنَا ، فَجَلَسْتُ أَمْثُلُ أَمْرِي , كَيْفَ أَصْنَعُ ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْهَاجِرَةِ جَاءَنِي وَعَلَيْهِ سَبِينَةٌ , أَرَى سَائِرَ جَسَدِهِ مِنْهَا , فَقَالَ : إِنَّكَ عَلَى مَا أَرَى مَا نَقَلْتَ شَيْئًا ثُمَّ جَمَعَ يَدَيْهِ وَضَرَبَ بِهِمَا دِمَاغِي ، فَقُلْتُ : وَاثَكْلَ أُمِّكَ يَا عُمَرَ , أَبَلَغْتَ مَا أَرَى ثُمَّ وَثَبْتُ إِلَى الْمِجْرَفَةِ فَضَرَبْتُ بِهَا هَامَّتَهُ ، ثُمَّ وَارَيْتُهُ فِي التُّرَابِ , وَخَرَجْتُ عَلَى وَجْهِي لا أَدْرِي أَيْنَ أَسِيرُ , فَسِرْتُ بَقِيَّةَ يَوْمِي وَلَيْلَتِي , وَمِنَ الْغَدِ إِلَى الْهَاجِرَةِ , فَانْتَهَيْتُ إِلَى دَيْرٍ فَاسْتَظْلَلْتُ فِي فِنَائِهِ , فَخَرَجَ إِلَيَّ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا يُقْعِدُكَ هَا هُنَا ؟ فَقُلْتُ : أَضْلَلْتُ أَصْحَابِي ، فَقَالَ : مَا أَنْتَ عَلَى طَرِيقٍ , وَإِنَّكَ لَتَنْظُرُ بِعَيْنَيِّ خَائِفٍ , فَادْخُلْ فَأَصِبْ مِنَ الطَّعَامِ وَاسْتَرِحْ ، فَدَخَلْتُ فَأَتَانِي بِطَعَامٍ وَشَرَابٍ وَأَلْطَفَنِي , ثُمَّ صَعَّدَ إِلَيَّ النَّظَرَ وَصَوَّبَهُ وَقَالَ : قَدْ عَلِمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ، أَوِ الْكُتُبِ ، أَنَّهُ مَا عَلَى الأَرْضِ أَعْلَمُ بِالْكِتَابِ ، أَوِ الْكُتُبِ ، مِنِّي , وَإِنِّي لأَجِدُ صِفَتَكَ الصِّفَةَ الَّتِي تُخْرِجُنَا مِنْ هَذَا الدَّيْرِ وَتَغْلِبُنَا عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : يَا هَذَا , لَقَدْ ذَهَبْتَ فِي غَيْرِ مَذْهَبٍ ، فَقَالَ لِي : مَا اسْمُكَ ؟ فَقُلْتُ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : أَنْتَ وَاللَّهِ صَاحِبُنَا , فَاكْتُبْ عَلَى دَيْرِي هَذَا وَمَا فِيهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا هَذَا , إِنَّكَ قَدْ صَنَعْتَ لِي صَنِيعَةً فَلا تُكَدِّرْهَا ، فَقَالَ : إِنَّمَا هُوَ كِتَابٌ فِي رَقٍّ , فَإِنْ كُنْتَ صَاحِبَنَا فَذَاكَ , وَإِِلا لَمْ يَضُرَّكَ شَيْءٌ ، فَكَتَبْتُ لَهُ عَلَى دَيْرِهِ وَمَا فِيهِ ، وَأَتَانِي بِثِيَابٍ وَدَرَاهِمَ فَدَفَعَهَا لِي , ثُمَّ أَوْكَفَ أَتَانًا وَقَالَ لِي : أَتَرَاهَا ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : سِرْ عَلَيْهَا فَإِنَّكَ لا تَمُرَّ عَلَى قَوْمٍ إِلا سَقَوْهَا وَعَلَفُوهَا وَأَضَافُوكَ , فَإِذَا بَلَغْتَ مَأْمَنَكَ فَاضْرِبْ وَجْهَهَا مُدْبِرَةً فَإِنَّهُمْ يَفْعَلُونَ بِهَا كَذَلِكَ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ ، قَالَ : فَرَكِبْتُهَا حَتَّى لَحِقْتُ أَصْحَابِي فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمْ " ، فَلَمَّا وَافَى عُمَرُ الشَّامَ فِي خِلافَتِهِ جَاءَهُ ذَلِكَ الرَّاهِبُ بِالْكِتَابِ , هُوَ وَصَاحِبُ دَيْرِ عَدْسٍ , فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَهُ ثُمَّ قَالَ : قَدْ جَاءَ مَا لا مَذْهَبَ لِعُمَرَ عَنْهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَحدثهُمْ بِحَدِيثِهِ , فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ أَقْبَلَ عَلَى الرَّاهِبِ فَقَالَ : إِنْ أَضَفْتُمُ الْمُسْلِمِينَ وَمَرَّضْتُمُوهُمْ وَأَرْشَدْتُمُوهُمْ فَعَلْنَا ذَلِكَ ، قَالَ : نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَوَفَّى لَهُ عُمَرُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
أَبِيهِ | أميمة بنت بشير الأنصارية | صحابي |
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ | زيد بن أسلم القرشي | ثقة |
أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ | أسامة بن زيد العدوي | ضعيف الحديث |
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ | ابن دريد الشاعر / ولد في :223 / توفي في :321 | ضعيف الحديث |