أنشدنا علي بْن سليمان ، وأبو إسحاق الزجاج ، قالا : أنشدنا المبرد لأبي العتاهية يرثي علي بْن ثابت وكان مؤاخيا له . قَالَ أَبُو العباس : وكان علي أديبا ناسكا ظريفا : ألا من لي بأنسك يا أخيا ومن لي أن أبثك ما لديا طوتك خطوب دهرك بعد نشر كذاك خطوبة نشرا وطيا فلو نشرت قواك لي المنايا شكوت إليك ما صنعت إليا بكيتك يا أخي بدمع عيني فلم يغن البكاء عليك شيا وكانت فِي حياتك لي عظات وأنت اليوم أوعظ مني حيا قَالَ أَبُو العباس : أخذ هذا من قول بعض الأعاجم حضر ملكا له مات , فقال : كان الملك أمس أنطق منه اليوم , وهو اليوم أوعظ منه أمس وقال أَبُو العتاهية أيضا : يا علي بْن أبي ثابت أين أنتا أنت بين القبور حين دفنتا يا علي بْن ثابت بان مني صاحب جل فقده اليوم بنتا قد لعمري حكيت لي غصص الموت وحركتني لها وسكتنا قَالَ أَبُو العباس : وهذا أيضا مأخوذ من قول بعض الأعاجم حضر موت صديق له , فلما قضى ارتفعت الأصوات عليه بالبكاء ، فقال : حركنا بسكونه وقال أَبُو العتاهية فِي علي بْن ثابت أيضا : صاحب كان لي هلك والسبيل التي سلك كل حي مملك سوف يفنى وما ملك يا علي بْن ثابت غفر اللَّه لي ولك . من أقوال برز جمهر قَالَ برز جمهر : التأني حصن منيع , إليه يتوافى الرأي , وبه يستماح النجح , ويتوقع الظفر بكل مطلوب . وقال بزر جمهر : لا ينبغي للعاقل أن يجزع أن حطه ذو سلطان عَن منزله رفع إليها جاهلا , فإن الأقسام لا تجر على قدر الأخطار .