وأخبرنا أَبُو إسحاق الزجاج ، قَالَ : أخبرنا أَبُو العباس المبرد , عَنِ المازني ، قَالَ : حدثني الأخفش قَالَ : كان أمير فِي البصرة يقرأ على المنبر : " إن اللَّه وملائكته يصلون على النبي " بالرفع , فصرت إليه ناصحا ومنبها , فتهددني وأوعدني وقال : تلحنون أمراءكم , ثم عزل وتقلد مُحَمَّد بْن سليمان الهاشمي , فكأنه تلقنها من فِي المعزول , فقلت : هذا هاشمي نصيحته واجبة ، فجبنت عنه وخشيت أن يتلقاني بمثل ما تلقاني به الأول , ثم حملت على نفسي فأتيته , فإذا هو فِي غرفة له , وعنده أخوه , والغلمان على رأسه , فقلت : هذا ، وأومأت إلى أخيه ، فنهض أخوه وتفرق الغلمان , فقلت أصلح اللَّه الأمير , أنتم أهل بيت النبوة , ومعدن الرسالة والفصاحة , وتقرأ : إن اللَّه وملائكته , بالرفع , وهو لحن لا وجه له ؟ فقال : جزاك اللَّه خيرا , قد نبهت ونصحت ! فانصرف مشكورا . فانصرفت , فلما صرت فِي نصف الدرجة إذا قائل يَقُولُ لي : قف ، فوقفت وخفت أن يكون أخوه أغراه بي , فإذا بغلة سفواء , وغلام , وبدرة , وتخت ثياب , وقائل يَقُولُ : هذا لك , قد أنر به الأمير ، فانصرفت مغتبطا . انتهى كلامه .
الأسم | الشهرة | الرتبة |