قَالَ قَالَ الْأَعْمَشُ : وَحَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , قَالَ : الصِّرَاطُ مِثْلُ حَرْفِ السَّيْفِ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ يَتَكَفَّا , وَالْمَلَائِكَةُ وَالْأَنْبِيَاءُ قِيَامٌ يَقُولُونَ : رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ ، وَالْمَلَائِكَةُ يَتَخَطَّفُونَ بِالْكَلَالِيبِ , قَالَ : ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , قَالَ : " فَاسْتَقْبَلَهُ بَابٌ ، فَيَنْفَتِحُ ، فَيَرَى شَيْئًا مَا لَمْ تَرَ عَيْنَاهُ مِثْلَهُ قَطُّ ، وَلَا يَسْمَعْ بِهِ مِنَ الشَّجَرِ وَالْأَنْهَارِ وَالسُّرَرِ الْمُتَنَاصِفَةِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَدْخِلْنِي هَذَا . قَالَ : فَيُقَالُ لَهُ : إِنْ أَنْتَ دَخَلْتَهُ لَعَلَّكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ . فَيَقُولُ : وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكُ غَيْرَهُ . فَيَدْخُلُ ، فَبَيْنَا هُوَ مُعْجَبٌ بِمَكَانِهِ لَا يَرَى أَحَدًا أُعْطِيَ مِثْلَمَا أُعْطِيَ إِذْ فُتِحَ لَهُ بَابٌ آخِرُ ، فَإِذَا قَدْ تَحَاقَرَ فِي عَيْنِهِ مَا هُوَ فِيهِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي هَذَا . فَيُقَالُ لَهُ : أَلَيْسَ قَدْ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَ غَيْرَهُ ؟ فَيَقُولُ : لَا ، وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكُ غَيْرَهُ . فَيَدْخُلُ ، فَبَيْنَمَا هُوَ مُعْجَبٌ فِيهِ لَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أُعْطِيَ مِثْلَمَا أُعْطِيَ , قَالَ : فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ آخَرُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي هَذَا . فَيُقَالُ : أَلَمْ تَحْلِفْ أَنْ لَا تَسْأَلَ غَيْرَهُ ؟ فَيُقَالُ : أَرَأَيْتَ إِنْ أَدْخَلْتُكَ تَسْأَلْ غَيْرَهُ ؟ فَيَقُولُ : لَا ، وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُ غَيْرَهُ . قَالَ : فَيَدْخُلُ ، فَبَيْنَمَا هُوَ مُعْجَبٌ بِمَكَانِهِ مَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أُعْطِيَ مِثْلَ مَا أُعْطِيَ ، فَيُفْتَحُ بَابٌ آخَرُ رَابِعٌ , قَالَ : فَيَرَى شَيْئًا ، فَيَتَحَاقَرُ فِي عَيْنِهِ كُلُّ مَا هُوَ فِيهِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي هَذَا . فَيَقُولُ : أَوَ لَمْ تَحْلِفْ أَنْ لَا تَسْأَلَ غَيْرَهُ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : لَا ، وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُ غَيْرَهُ ؟ فَيَدْخُلُ فِيهِ ، فَتَسْتَقْبِلُهُ خَضْرَاءُ لَهَا سَبْعُونَ بَابًا فِي كُلٍّ أَزْوَاجٌ وَسُرَرٌ وَأَبْوَابٌ وَمَنَاصِفُ . قَالَ : فَيَقْعُدُ مَعَ زَوْجَتِهِ عَلَى السَّرِيرِ عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً ، أَلْوَانُهَا شَتَّى ، يَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ سَبْعِينَ حُلَّةً ، فَيَلْمَسُ بِيَدِهِ عَلَى كَبِدِهَا ، وَيَتَنَاوَلُ الْكَأْسَ ، فَيُقَالُ لَهُ : قَدِ ازْدَدْتَ مُنْذُ نَاوَلْتَنِي الْكَأْسَ حُسْنًا سَبْعِينَ ضِعْفًا . قَالَ : وَيَقُولُ لَهَا : قَدِ ازْدَدْتِ فِي عَيْنِي حُسْنًا سَبْعِينَ ضِعْفًا . قَالَ : فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ لَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أُعْطِيَ مِثْلَ مَا أُعْطِيَ ، إِذْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ عَلَيْهِ مِنَ النُّورِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ ، فَإِذَا رَآهُ أَخَذَ يَسْجُدُ لَهُ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا شَأْنُكَ ؟ فَيَقُولُ : أَلَيْسَ أَنْتَ رَبِّي ذُو الْجَلَالِ ؟ فَيَقُولُ : إِنَّمَا أَنَا قَهْرَمَانٌ لَكَ عَلَى قُصُورٍ مَفَاتِيحُهَا بِيَدِي ، لَمْ يَفْتَحْهَا أَحَدٌ مُنْذُ أُغْلِقَتْ ، وَأَنَا فِي أَلْفِ قَهْرَمَانٍ ، كُلُّ قَهْرَمَانٍ عَلَى قَصْرٍ مِنْ أَدْنَاهَا إِلَى أَقْصَاهَا مَسِيرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ ، يَرَى أَقْصَى مُلْكِهِ يَعْنِي كَمَا يَرَى أَدْنَاهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ | عبد الله بن مسعود / توفي في :32 | صحابي |
عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ | عبيد بن عمير الجندعي / توفي في :68 | ثقة |
مُجَاهِدٌ | مجاهد بن جبر القرشي / ولد في :19 / توفي في :102 | ثقة إمام في التفسير والعلم |
الْأَعْمَشُ | سليمان بن مهران الأعمش | ثقة حافظ |