حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ : " يُقَاتَلُ أَهْلُ الأَوْثَانِ عَلَى الإِسْلامِ , وَيُقَاتَلُ أَهْلُ الْكِتَابِ عَلَى الْجِزْيَةِ " . قَالَ يَحْيَى : " وَكَذَلِكَ أَهْلُ الرِّدَّةِ عَنِ الإِسْلامِ , بِمَنْزِلَةِ مُشْرِكِي الْعَرَبِ , وَكُلُّ أَرْضٍ كَانَتْ لِعَبَدَةِ الأَوْثَانِ مِنَ الْعَجَمِ , أَوْ لأَهْلِ الْكِتَابِ مِنَ الْعَجَمِ أَوِ الْعَرَبِ مِمَّنْ يُقْبَلُ مِنْهُمُ الْجِزْيَةُ , فَإِنَّ أَرْضَهُمْ أَرْضُ خَرَاجٍ , وَإِنْ صَالَحُوا عَلَى الْجِزْيَةِ عَلَى رُءُوسِهِمْ , وَالْخَرَاجُ عَلَى أَرْضِهِمْ , فَإِنَّ ذَلِكَ يُقْبَلُ مِنْهُمْ , وَإِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ , فَإِنَّ الإِمَامَ يَقْسِمُ جَمِيعَ مَا أَجَلَبُوا بِهِ فِي الْعَسْكَرِ مِنْ كُرَاعٍ أَوْ سِلاحٍ , أَوْ مَالٍ بَعْدَ مَا يُخَمِّسُهُ , وَهِيَ الْغَنِيمَةُ الَّتِي لا يُوقَفُ شَيْءٌ مِنْهَا , وَذَلِكَ قَوْلُهُ : أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ سورة الأنفال آية 41 , فَأَمَّا الْقُرَى وَالْمَدَائِنُ وَالأَرْضُ فَهِيَ فَيْءٌ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى سورة الحشر آية 7 , وَالإِمَامُ بِالْخِيَارِ فِي ذَلِكَ , إِنْ شَاءَ وَقَفَهُ وَتَرَكَهُ لِلْمُسْلِمِينَ , وَإِنْ شَاءَ قَسَمَهُ بَيْنَ مَنْ حَضَرَهُ " . وَقَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ : لَيْسَ فِيهِ خُمُسٌ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنْ قَسَمَهُ فَفِيهِ الْخُمُسُ , وَإِنْ وَقَفَهُ كَانَ فَيْئًا , وَقَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ : إِنَّمَا وَقَفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَوَادَ الْكُوفَةِ لأَنَّهُ لَيْسَ مِمَّا حَازَهُ الْمُسْلِمُونَ حِينَ ظَهَرُوا عَلَيْهِ , وَلَوْ كَانُوا حَازُوهُ وَجَمَعُوا مَا فِيهِ مِنَ السَّبْيِ وَالأَمْوَالِ , كَانَ غَنِيمَةً , لَيْسَ لِلإِمَامِ أَنْ يَقِفَهُ حَتَّى يُخْرِجَ مِنْهُ الْخُمُسَ لِلَّهِ , ثُمَّ يَقْسِمَ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسِهَا بَيْنَ الَّذِينَ حَضَرُوا فَتْحَهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |