وَسَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ عَنْ مُسْلِمٍ اسْتَأْجَرَ أَرْضًا بَيْضَاءَ مِنْ أَرْضِ الْخَرَاجِ , فَقَالَ : " الْخَرَاجُ عَلَى رَبِّ الأَرْضِ , وَلَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ الْمُسْتَأْجِرِ شَيْءٌ فِي زَرْعِهِ " . ثُمَّ قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : إِنَّمَا الْمُسْتَأْجِرُ تَاجِرٌ , فَلَيْسَ عَلَيْهِ عُشْرٌ . قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ : مَنْ ذَكَرَهُ عَنِ الْحَسَنِ ؟ قَالَ : بَعْضُ صْحَابِنَا مِنَ الْبَصْرِيِّينَ . قَالَ يَحْيَى : وَقَدْ قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا : لَيْسَ عَلَى مَا أَخْرَجَتْ أَرْضُ الْخَرَاجِ عُشْرٌ , وَإِنَّمَا عَلَى الأَرْضِ الْخَرَاجُ , وَلَيْسَ فِي زَرْعِهَا وَلا فِي ثِمَارِهَا شَيْءٌ لِمُسْلِمٍ كَانَ , أَوْ لِغَيْرِهِ . وَمِنْ حُجَّتِهِمْ فِي هذا الْقَوْلِ : أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ , قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ضَعْ عَنْ أَرْضِيَ الصَّدَقَةَ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : أَدِّ عَنْهَا مَا كَانَتْ تُؤَدِّي , أَوِ ارْدُدْهَا إِلَى أَهْلِهَا , وَأَنَّ رَجُلا قَالَ لِعُمَرَ : إِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ , فَضَعْ عَنْ أَرْضِيَ الْخَرَاجَ , فَقَالَ : إِنَّ أَرْضَكَ أُخِذَتْ عَنْوَةً , وَقَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الَّتِي أَسْلَمَتْ مِنْ نَهَرِ الْمَلِكِ , فَقَالَ : إِنْ أَدَّتْ مَا عَلَى أَرْضِهَا , وَإِلا فَخَلُّوا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنَ أَرْضِهِمْ , وَقَوْلُ عَلِيٍّ فِيمَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ : إِنْ أَقَمْتَ بِأَرْضِكَ تُؤَدِّي عَنْهَا مَا كَانَتْ تُؤَدِّي , وَإِلا قَبَضْنَاهَا مِنْكَ , وَإِنَّ الرُّفَيْلَ أَسْلَمَ , فَأَعْطَاهُ عُمَرُ أَرْضَهُ بِخَرَاجِهَا , وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ إِلا الْخَرَاجُ وَحْدَهُ . قَالَ يَحْيَى : وَذَلِكَ عِنْدَنَا لأَنَّهُمْ طَلَبُوا طَرْحَ الْخَرَاجِ حَتَّى يَصِيرَ عَلَيْهَا الْعُشْرُ وَحْدَهُ , فَلَمْ يَفْعَلْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , لَمْ يَطْرَحِ الْخَرَاجَ , وَلَمْ يَذْكُرِ الْعُشْرَ يُطْرَحُ وَلا غَيْرُهُ , لأَنَّ الْعُشْرَ زَكَاةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |