أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الأَصْفَرِ ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : كَانَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ رَجُلا مِنْ قَرْنٍ ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَكَانَ مِنَ التَّابِعِينَ ، فَخَرَجَ وَبِهِ وَضَحٌ فَدَعَا اللَّهُ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْهُ فَأَذْهَبَهُ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ دَعْ فِي جَسَدِي مَا نَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَكَ ، فَتَرَكَ اللَّهُ مِنْهَا مَا يَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَهُ عَلَيْهِ ، وَكَانَ رَجُلا يُلازِمُ الْمَسْجِدَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، وَكَانَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ يَلُومُ السُّلْطَانَ تَوَلُّعَهُ بِهِ ، فَإِنْ رَآهُ مَعَ قَوْمٍ أَغْنِيَاءَ قَالَ : مَا هُوَ إِلَّا يُشَاكِلُهُمْ ، وَإِنْ رَآهُ مَعَ قَوْمٍ فُقَرَاءَ قَالَ : مَا هُوَ إِلَّا يَخْدَعُهُمْ . وَأُوَيْسٌ لا يَقُولُ فِي ابْنِ عَمِّهِ إِلَّا خَيْرًا غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا مَرَّ بِهِ اسْتَتَرَ مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ يَأْثَمَ فِي سَبِّهِ ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْأَلُ الْوُفُودَ إِذَا قَدِمُوا مِنَ الْكُوفَةِ : هَلْ تَعْرِفُونَ أُوَيْسَ بْنَ عَامِرٍ الْقَرْنِيَّ ؟ فَيَقُولُونَ : لا ، فَقَدِمَ وَفْدٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِيهِمْ ابْنُ عَمِّهِ ذَا فَقَالَ عُمَرُ : هَلْ تَعْرِفُونَ أُوَيْسَ بْنَ عَامِرٍ الْقَرْنِيَّ ؟ فَقَالَ ابْنُ عَمِّهِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هُوَ ابْنُ عَمِّي ، وَهُوَ رَجُلٌ فَاسِدٌ لَمْ يَبْلُغْ مَا إِنْ تَعْرِفَهُ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : وَيْلَكَ هَلَكْتَ . وَيْلَكَ هَلَكْتَ ، إِذَا أَتَيْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ وَمُرْهُ فَلْيَقْدَمْ إِلَيَّ ، فَقَدِمَ الْكُوفَةَ فَلَمْ يَضَعْ ثِيَابَ سَفَرِهِ عَنْهُ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ قَالَ : فَرَأَى أُوَيْسًا فَسَلَّمَ بِهِ ، وَقَالَ : اسْتَغْفِرْ لِي يَا ابْنَ عَمِّي ، قَالَ : غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا ابْنَ عَمِّي ، قَالَ : وَأَنْتَ يَا أُوَيْسُ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ . أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ ، قَالَ : وَمَنْ ذَكَرَنِي لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : هُوَ ذَكَرَكَ وَأَمَرَنِي أَنْ أُبَلِّغَكَ أَنْ تَفِدَ إِلَيْهِ . فَقَالَ : سَمْعًا وَطَاعَةً لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَوَفَدَ إِلَيْهِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : أَنْتَ الَّذِي خَرَجَ بِكَ وَضَحٌ ، فَدَعَوْتَ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنْكَ فَأَذْهَبَهُ ، فَقُلْتَ : اللَّهُمَّ دَعْ لِي مِنْ جَسَدِي مَا أَذْكُرُ بِهِ . قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ سَيَكُونُ فِي التَّابِعِينَ رَجُلٌ مِنْ قَرْنٍ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ يَخْرُجُ بِهِ وَضْحٌ ، فَيَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْهُ فَيُذْهِبَهُ ، فَيَقُولُ : اللَّهُمَّ دَعْ لِي مِنْ جَسَدِي مَا أَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ ، فَيَدَعُ اللَّهُ لَهُ مَا يُذَكِّرُهُ نِعْمَتَهُ عَلَيْهِ ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَهُ " . اسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ فَقَالَ : غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ آخَرُ : اسْتَغْفِرْ لِي أُوَيْسُ ، وَقَالَ آخَرُ : اسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ انْسَابَ فَذَهَبَ فَمَا رُؤِيَ حَتَّى السَّاعَةِ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ | صعصعة بن معاوية التميمي | صحابي |
أَبُو الأَصْفَرِ | أبو الأصفر | مقبول |
الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ | مبارك بن فضالة القرشي / توفي في :164 | صدوق يدلس ويسوي |
هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ | هدبة بن خالد القيسي / توفي في :235 | ثقة |
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى | أبو يعلى الموصلي | ثقة مأمون |