أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا إِِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، عَنْ أبيه ، قَالَ : خَرَجْنَا إِِلَى خَيْبَرَ ، وَكَانَ عَمِّي عَامِرٌ يَرْتَجِزُ بِالْقَوْمِ ، وَهُوَ يَقُولُ : وَاللَّهِ لَوْلا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا فَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِِنْ لاقَيْنَا وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : عَامِرٌ ، قَالَ : غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ يَا عَامِرُ ، وَمَا اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ خَصَّهُ إِِلا اسْتُشْهِدَ ، قَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ ، خَرَجَ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ وَهُوَ مَلِكُهُمْ ، وَهُوَ يَقُولُ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ فَنَزَلَ عَامِرٌ ، فَقَالَ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرُ شَاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ ، فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي فَرَسِ عَامِرٍ فَذَهَبَ لِيَسْفُلَ لَهُ فَرَجَعَ سَيْفُهُ عَلَى نَفْسِهِ ، فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ ، فَكَانَتْ مِنْهَا نَفْسُهُ ، وَإِِذَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُونَ : بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ ، قَتَلَ نَفْسَهُ ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ قَالَ هَذَا ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ أَرْمَدُ ، فَقَالَ : " لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ " ، فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ وَهُوَ أَرْمَدُ ، حَتَّى أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ فَبَرَأَ ، وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ وَخَرَجَ مَرْحَبٌ ، فَقَالَ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَةْ أُوفِيهِمْ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَةْ قَالَ : فَضَرَبَهُ ، فَفَلَقَ رَأْسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ ، وَكَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : هَكَذَا أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ : فِي فَرَسِ عَامِرٍ ، وَإِِنَّمَا هُوَ فِي تُرْسِ عَامِرٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أبيه | سلمة بن الأكوع الأسلمي | صحابي |
إِِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ | إياس بن سلمة الأسلمي | ثقة |
عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ | عكرمة بن عمار العجلي / توفي في :159 | صدوق يغلط |
أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ | هشام بن عبد الملك الباهلي / ولد في :133 / توفي في :227 | ثقة ثبت |
الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ | الفضل بن الحباب الجمحي / ولد في :207 / توفي في :304 | ثقة ثبت |