أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى ، قَالَ : نا بَقِيَّةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْمَكِّيّ قَالَ : لَقِيتُ غَيْلانَ بِدِمَشْقَ مَعَ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَسَأَلُونِي فِي أَنْ أُكَلِّمَهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : اجْعَلْ لِي عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ أَلا تَغْضَبَ ، وَلا تَجْحَدَ ، وَلا تَكْتُمَ ، قَالَ : فَقَالَ : ذَلِكَ لَكَ ، فَقُلْتُ : نَشَدْتُكَ اللَّهَ ، هَلْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْءٌ قَطُّ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ لَمْ يَشَأْهُ اللَّهُ ، وَلَمْ يَعْلَمْهُ حِينَ كَانَ ؟ قَالَ غَيْلانُ : اللَّهُمّ لا ، قُلْتُ : فَعِلْمُ اللَّهِ تَعَالَى بِالْعِبَادِ كَانَ قَبْلَ أَوْ بَعْدَ أَعْمَالِهِمْ ؟ قَالَ غَيْلانُ : بَلْ عِلْمُهُ كَانَ قَبْلَ أَعْمَالِهِمْ ، قُلْتُ : فَمِنْ أَيْنَ كَانَ عِلْمُهُ بِهِمْ مِنْ دَارٍ كَانُوا فِيهَا قَبْلَهُ جَبَلَهُمْ فِي تِلْكَ الدَّارِ غَيْرُهُ ؟ وَأَخْبَرَهُ الَّذِي جَبَلَهُمْ هُوَ فِي الدَّارِ عَنْهُمْ غَيْرُهُ ؟ أَمْ مِنْ دَارٍ جَبَلَهُمْ هُوَ فِيهَا ؟ وَخَلَقَ لَهُمُ الْقُلُوبَ الَّتِي يَهْوُونَ بِهَا الْمَعَاصِي ؟ قَالَ غَيْلانُ : بَلْ مِنْ دَارٍ جَبَلَهُمْ فِيهَا ، وَخَلَقَ لَهُمُ الْقُلُوبَ الَّتِي يَهْوُونَ بِهَا الْمَعَاصِي ، قُلْتُ : وَهَلْ كَانَ اللَّهُ يُحِبُّ أَنْ يُطِيعَهُ جَمِيعُ خَلْقِهِ ؟ قَالَ غَيْلانُ : نَعَمْ ، قُلْتُ : انْظُرْ مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : هَلْ مَعَهَا غَيْرُهَا ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قُلْتُ : فَهَلْ كَانَ إِبْلِيسُ يُحِبُّ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ جَمِيعُ خَلْقِهِ ؟ قَالَ : فَلَمَّا عَرَفَ الَّذِي أُرِيدَ سَكَتَ ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |